" إن لم تتوبوا
فجميعكم كذلك تهلكون " (لو 5:13) .
التوبة وشروطها :-
V لما كان
الإنسان بطبيعته يميل الى الشر أكثر منه الى الخير كان من المحال أن يبقى على
نقاوته بعد المعمودية . أى انه يعيش طاهرا نقيا من كل شائبة , وذلك لأنه مائل الى
الخطأ و الخطل , معرض للنقص والزلل " ولا إنسان صديق على الأرض يعمل صالحا
ولا يخطىء " (جا20:7 , 1يو1: 8 ,10) .
V ولما كان
الإنسان بسقوطه فى الخطية يسقط من النعمة ويعرى من ثوب التجديد الذى لبسه في
المعمودية .
V وبما أن
المعمودية لا تعاد ثانية لتجديد الخاطىء وتطهيره شاءت مسرة الله أن في حالة
الإنسان الساقط رحمة منه وشفقة عليه , فأسس فى كنيسته سر التوبة المقدس ليكون
معمودية ثانية به يغتسل الخاطىء من أقذار الخطيئة ويتطهر من نجاستها ويصير إنسانا
جديدا وذلك يتضح من قوله لتلاميذه " و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما
تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا في
السماوات" (مت19:16) . وأيضا " الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض
يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء " ( مت 18 : 18 ) .
V وفى
(يو20 :21-23) " فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا. و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح
القدس . من غفرتم خطاياه تغفر له و من
امسكتم خطاياه امسكت "
V وقد
اعتقدت الكنيسة فى كل جيل وعلمت أن الرب يسوع بكلامه هذا أسس سر الإعتراف فى
الكنيسة , وهى تبعا للتعليم الإلهى تقبل الخطاة التائبين وتحلهم من خطاياهم وتربط
من كان مصرا على الخطية أو غير أهل للحل
منها .
V كما قال
القديس كيرلس الكبير " وقد وضعت للتوبة شروطا وواجباتها على بنيها لتكون
توبتهم مقبولة أمام الله . وأهم تلك الشروط وأخصها الإعتراف الشفهى أمام الأب
الروحى وهذا ما نود الكلام عنه الآن .
الإعتراف ووجوب ممارسته:
الإعتراف لغة الإقرار بالشيء والتصريح به علنا . وقد
اطلق فى الكتاب المقدس :-
1- على
الإعتراف بالإيمان بالرب يسوع المسيح مخلصا وفاديا
· " و
تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص
" (مت22:10) .
· " لان القلب يؤمن به للبر و الفم يعترف به للخلاص
" (رو10:10) .
· " كل من ينكر الابن ليس له الاب
ايضا و من يعترف بالابن فله الاب ايضا " (1يو23:2) .
2- على
الإعتراف بالشكر لله على نعماته وبركاته " هللويا احمد الرب بكل قلبي في مجلس المستقيمين و
جماعتهم " ( مز 111 : 1 ).
3- على
الإعتراف بمديحه وذلك بإذاعة عظمته وإشهار كمالاته العليا على الملأ " احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته
" (مز136:1) .
4- على
الإعتراف بالخطية " اليك صرخوا فنجوا
عليك اتكلوا فلم يخزوا " (مز5:22) , وذلك حسب تعليم الكنيسة يكون بإقرار
الإنسان بخطاياه على يد كاهن الله المؤتمن على أسراره المقدسة . وموضوع بحثنا فى
هذا الفصل إمنا لأجل الفائدة فنتكلم أولا بوجوب الإعتراف بوجه عام فنقول :-
n أما أن
الإعتراف واجب فذلك صحيح والبرهان على ذلك :-
أولا من الشريعة الطبيعية :-
W فإن آدم
لما أخطأ وخالف الوصية ورأى نفسه عريانا , أراد أن يهرب من وجه الله فاختفى بين
الأشجار كأنه يريد أن يخفى جريمته الشنعاء , ولكننا من وجهه أخرى نرى أن الله
سبحانه وتعالى أراد أن يأخذ اقراره بفتح باب للتوبة ويمهد له الطريق للإعتراف
بخطيئته وطلب العفو عنها وقبل الصفح عنه تعالى بقوله " هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها
" (تك11:3) .
W قال
القديسان اغسطينوس واغريغوريوس : يمهد له
الواسطة للإقرار بالخطيئة والإعتراف بذنبه وهذا قولهما :- " إن الله سأل الأب
الأول والأم الأولى, قبل أن يحكم عليهما, لما خالفا ناموسه ؟ وذلك ليقدم لهما سببا
للإقرار بذنبهما فينا لا الغفران بإعترافهما الدليل الوضيع وهذا أمر لم يصنعه مع
الشيطان لأنه لم يكن يريد أن يغفر له " .
W ثم سأل
قايين لما قتل أخاه هابيل " ماذا فعلت " وهكذا نراه سبحانه كلما أراد أن
يصفح عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم دعاهم الى الإقرار بخطاياهم والإعتراف بذنوبهك .
W
"
لكن ان اقروا بذنوبهم و ذنوب ابائهم في خيانتهم التي خانوني بها و سلوكهم معي الذي
سلكوا بالخلاف" (لا40:26) .
W " اذا انكسر شعبك اسرائيل امام
العدو لانهم اخطاوا اليك ثم رجعوا اليك و اعترفوا باسمك و صلوا و تضرعوا اليك نحو
هذا البيت " (1مل 33:8) .
W
"
و انفصل نسل اسرائيل من جميع بني الغرباء و وقفوا و اعترفوا بخطاياهم و ذنوب
ابائهم " (نح2:9) .
W " وجهت وجهي الى الله السيد طالبا
بالصلاة و التضرعات بالصوم و المسح و الرماد . و صليت الى الرب الهي و اعترفت و
قلت ايها الرب الاله العظيم المهوب حافظ العهد و الرحمة لمحبيه و حافظي وصاياه
" (دا9: 3-4) .
W
"
اقوم و اذهب الى ابي و اقول له يا ابي
اخطات الى السماء و قدامك " (لو18:15) .
ثانيا من الشريعة الموسوية
:-
W اذا أخطأ
أحد . أو اذا مس نجاسة انسان او اذا حلف .فإن كان يذنب فى شىء من هذه يقر بما قد
أخطأ به . ( لا 5 :5,3) .
W " و ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه
كبشا صحيحا من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن . فيكفر عنه الكاهن امام الرب فيصفح عنه في الشيء
من كل ما فعله مذنبا به " (لا 6 :6-7) .
W " قل لبني اسرائيل اذا عمل رجل او
امراة شيئا من جميع خطايا الانسان و خان خيانة بالرب فقد اذنبت تلك النفس . فلتقر
بخطيتها التي عملت و ترد ما اذنبت به بعينه و تزد عليه خمسه و تدفعه للذي اذنبت
اليه " (5 :7,6) .
W وقال
بلسان الحكيم " من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم
12:28) . – ومن هذه النصوص تستدل على أن الإعتراف مأمور
به من الله وممارسته واجبا وأن من يخالف أوامره تعالى بعدم الإقرار بخطاياه أو
كتمها فلا ينجح . وتتبعا لهذه الأوامر الإلهية صار شعب الله قديما فكان الإعتراف
أمرا واجبا على كل اسرائيلى وقت تقديم الذبيحة ومن مراجعة تاريخ رجال الله فى
العهد القديم يستدل على أن الإعتراف كان لديهم من الأمور المحتمة والواجب شرعا
القيام بها حسب أمر الله لموسى وهارون فانها اعترافا للرب بخطاياهما وشعبهما .
W " و يضع هرون يديه على راس التيس الحي و يقر عليه
بكل ذنوب بني اسرائيل و كل سياتهم مع كل خطاياهم .........." (لا21:16) .
W أولا " لتكن اذنك مصغية
وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذى يصلى اليك الآن نهارا وليلا لأجل بنى
اسرائيل عبيدك وتعترف بخطايا بنى اسرائيل التى أخطأنا بها اليك فإنى أنا وبيت أبى
قد أخطأنا اليك " (نح6:1 , 2:9) .
W
"
اعترف لك بخطيتي و لا اكتم اثمي قلت اعترف للرب بذنبي و انت رفعت اثام خطيتي
" (مز 5:32)
W
"ان
كنت قد كتمت كالناس ذنبي لاخفاء اثمي في حضني" (أي 33:31) .
W هذا
ولذلك فإن الأنبياء وشيوخ الشعب والكهنة والملوك كانوا على الدوام يحثون الشعب على
الإعتراف ويأمرونهم به عند سقوطهم فى الخطايا لينالوا صفح الله فيشوع بن نون أمر
عاخان الكرمى أن يعترف بخطيته بقول " يا ابنى أعط الآن مجدا للرب اله اسرائيل
واعترف له واخبرنى الآن ماذا عملت لا تخفى عنى " .
ثالثا العهد الجديد:-
W فإن
يوحنا المعمدان كان يطلب من الآتين الى معموديته الإعتراف بالخطايا حينئذ خرج اليه
اورشليم وكل اليهودية وجميع الكوره المحيطة بالأردن واعتمدوا منه فى الأردن
معترفين بخطاياهم (مت 3 :6,5) .
W وبعد
صعود الرب كان الرسل يطلبون من المؤمنين التوبة والإعتراف بالخطايا (أع38:2 ,
19:3) . بدليل أن المؤمنين كانوا يأتون اليهم مقرين ومخبرين بأفعالهم (أع18:19) .
W وفى
رسائل الرسل نجد أوامر صريحة بذلك فقد قال القديس يوحنا " ان قلنا انه ليس
لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا . ان اعترفنا بخطايانا فهو امين و عادل حتى يغفر
لنا خطايانا و يطهرنا من كل اثم " . (1يو1 :9,8) .
W وقال
القديس يعقوب "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات " (يع16:5) .
W ثبت من
كل هذه البراهين الكتابية أن الإعتراف بالخطايا مأمور به من الله . وبما أن أوامر
الله واجبة فألإعتراف اذن واجب على كل مسيحى لينال رضى الله ويحصل على غفران
خطاياه . وربما يعترض أحد بأن هذه النصوص
لا يستدل منها على وجوب الإعتراف للكاهن فنقول أن الكنيسة تعلم أن الإعتراف لله
ولكن على يد خدامه الكهنة على مثال ما قيل فى الكتاب عن صموئيل أنه كان يخدم أمام
عالى الكاهن والمعنى أنه كان يخدم الرب أمام عالى الكاهن .
W وفى
التعليم المسيحى نرى تعريفا لسر الإعتراف اذا قبل هو توبة الخاطىء أعنى رجوعه
بإعترافه بخطاياه لدى كاهن شرعى ليحل منها بواسطته بسر سلطان الكهنوت الممنوح لسيد
الكل للكهنة .
W وللكنيسة
براهين قوية وأدلة على وجوب الإعتراف لله على يد الكهنة :-
1-
من العهد القديم 2- من العهد
الجديد 3- من التقليد
4- من أقوال أباء الكنيسة فى الأجيال
الأولى
5- من أقوال المجامع المسكونية .
6- من اللإجماع العام .
7- من كتب البروتوستانت أنفسهم .
8- من التاريخ . 9-
من وظيفة الكاهن ذاتها .
إننا لو أمعنا الفكر فى النصوص التي أوردناها سابقا من العهد
القديم لوجدنا أن الله نفسه قد
من العهد القديم :-
W إننا لو
أمعنا الفكر فى النصوص التي أوردناها سابقا من العهد القديم لوجدنا أن الله نفسه
قد أناط " لتكن اذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذى يصلى اليك
الآن نهارا وليلا لأجل بنى اسرائيل عبيدك وتعترف بخطايا بنى اسرائيل التى أخطأنا
بها اليك فإنى أنا وبيت أبى قد أخطأنا اليك " (نح6:1 , 2:9) .
W
"
اعترف لك بخطيتي و لا اكتم اثمي قلت اعترف للرب بذنبي و انت رفعت اثام خطيتي
" (مز 5:32)
W
"ان
كنت قد كتمت كالناس ذنبي لاخفاء اثمي في حضني" (أي 33:31) .
W هذا
ولذلك فإن الأنبياء وشيوخ الشعب والكهنة والملوك كانوا على الدوام يحثون الشعب على
الإعتراف ويأمرونهم به عند سقوطهم فى الخطايا لينالوا صفح الله فيشوع بن نون أمر
عاخان الكرمى أن يعترف بخطيته بقول " يا ابنى أعط الآن مجدا للرب اله اسرائيل
واعترف له واخبرنى الآن ماذا عملت لا تخفى عنى " .
ثالثا العهد الجديد:-
W فإن
يوحنا المعمدان كان يطلب من الآتين الى معموديته الإعتراف بالخطايا حينئذ خرج اليه
اورشليم وكل اليهودية وجميع الكوره المحيطة بالأردن واعتمدوا منه فى الأردن
معترفين بخطاياهم (مت 3 :6,5) .
W وبعد
صعود الرب كان الرسل يطلبون من المؤمنين التوبة والإعتراف بالخطايا (أع38:2 ,
19:3) . بدليل أن المؤمنين كانوا يأتون اليهم مقرين ومخبرين بأفعالهم (أع18:19) .
W وفى
رسائل الرسل نجد أوامر صريحة بذلك فقد قال القديس يوحنا " ان قلنا انه ليس
لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا . ان اعترفنا بخطايانا فهو امين و عادل حتى يغفر
لنا خطايانا و يطهرنا من كل اثم " . (1يو1 :9,8) .
W وقال
القديس يعقوب "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات " (يع16:5) .
W ثبت من
كل هذه البراهين الكتابية أن الإعتراف بالخطايا مأمور به من الله . وبما أن أوامر
الله واجبة فألإعتراف اذن واجب على كل مسيحى لينال رضى الله ويحصل على غفران
خطاياه . وربما يعترض أحد بأن هذه النصوص
لا يستدل منها على وجوب الإعتراف للكاهن فنقول أن الكنيسة تعلم أن الإعتراف لله
ولكن على يد خدامه الكهنة على مثال ما قيل فى الكتاب عن صموئيل أنه كان يخدم أمام
عالى الكاهن والمعنى أنه كان يخدم الرب أمام عالى الكاهن .
W وفى
التعليم المسيحى نرى تعريفا لسر الإعتراف اذا قبل هو توبة الخاطىء أعنى رجوعه
بإعترافه بخطاياه لدى كاهن شرعى ليحل منها بواسطته بسر سلطان الكهنوت الممنوح لسيد
الكل للكهنة .
W وللكنيسة
براهين قوية وأدلة على وجوب الإعتراف لله على يد الكهنة :-
1-
من العهد القديم 2- من العهد
الجديد 3- من التقليد
4- من أقوال أباء الكنيسة فى الأجيال
الأولى
5- من أقوال المجامع المسكونية .
6- من اللإجماع العام .
7- من كتب البروتوستانت أنفسهم .
8- من التاريخ . 9-
من وظيفة الكاهن ذاتها .
