الرئيسية » 2013»يناير»6 » العذراء مريم بكل الالوان .. جولة مع الام الاكثر حنوا فى متاحف العالم
10:59 PM
العذراء مريم بكل الالوان .. جولة مع الام الاكثر حنوا فى متاحف العالم
- اخبار اليوم تصدر كتاب العذراء فى الفن .وتنشر صور العذراء ابيض واسود .والاعلانات ملونة - لوحات مريم العذراء لاتضاهى فى شعبيتها - قرنا بعد قرن اضاف الفنان سمة حب الام التى لاتنضب
تواكب
مع الاحتفالات باعياد الميلاد المجيدة .قدمت دار اخبار اليوم ترجمة لكتاب
العذراء فى الفن .من تاليف الباحثة المتخصصة فى الفن التشكيلى ايستل ماى
هرل وترجمة الحسين خضيرى .الكتاب يقع فى 144 صفحة من الحجم الكبير .ويعد
رحلة ممتعة ومتخصصة ما بين ريشات اشهر فنانى العالم الذين حاولوا ان
يعبروعن العذراء بالالوان بدء من بورتريهات العذراء .ووتتويج العذراء
.والعذراء فى السماء .والعذراء الريفية .والعذراء فى بيئة منزلية .وعذراء
الحب الام الاكثر حنوا .وعذراء العبادة والعذراء الشاهدة .وفى سبيل ذلك
تناقلت الباحثة بين الكنائس
لتبدء البحث من رحلة زمنية عمرها خمسة عشر قرناً منذ قدمت العذراء مريم
والطفل الرضيع إلى الفن، وتوكد الكاتبة وبوسعنا آمنين أن نقول..طيلة كل هذا
الوقت والعمل لا يضاهى فى شعبيته. ولا يتطلب الأمر فلسفة عميقة لاكتشاف
السبب، فالعذراء صنف كونى من الأمومة، إنه موضوع يناشد كل أنماط الناس
وأحوالهم، فليس ثمة من يجهله أو يستعصى عليه فهمه، وليس ثمة حكيم تتفوق على
هذا السحر. فالطفل الصغير يسهل عليه تقدير هذا تماماً مثلما يسهل ذلك
على الرجل المسن وكلاهما، على حد سواء، ينجذب إليه بعامل جذب لا يقاوم!
لذا، فقرناً بعد قرن، سكب الفنان روحه فى هذه السمة السائدة من حب الأم،
إلى أن أضحى لدينا كم هائل من صور العذراء جد عظيم، حتى إنه ما بوسع أحد أن
يجرؤ على تقديره. أولى صور العذراء التى عرفناها هى البورتريهات، وقد
كانت بيزنطية أو يونانية، وقد جلبت إلى روما Rome والإمبراطورية الغربية من
اسطنبول Constantinople ( بيزنطة القديمة) عاصمة الإمبراطورية الشرقية،
حيث انبثقت مدرسة جديدة للفن المسيحى من اليونان القديمة. لقد بذر فتح جستنيان Justinian لإيطاليا بذور الفن الجديد فى حقل خصيب، تلك البذور التى سرعان ما تعمقت جذورها وتضاعفت بسرعة
كبيرة. ومع ذلك فلم يكن هناك تطورأو ربما كان التطور قليلاً فى هذا النوع
لفترة طويلة. وامتد عدم التغير إلى القرن الثالث عشر، ولذلك، فبينما كانت
السيدة العذراء البيزنطية Byzantine Madonna فى كل كنيسة إيطالية قديمة
تقريباً، تنظر إلى واحدة فترى الجميع، جميعها فى نصف طول الأشكال إلى خلفية
ورقة ذهبية، وقد وضعت بقوة فى البداية، أو رصعت بالملائكة فى وقت
متأخر.وللعذراء فى هذا الوضع ذات محيا نحيف وزاهد وعينان واسعتان سيئتا
المرأى وذات تعبير حاد الطبع تقريباً وقد اكتسى رأسها بحجاب ثقيل أزرق داكن
ويسقط عليها فى ثنيات عديدة، مظهرها غير جذاب بالنسبة لنا من الناحية
الفنية، إنها توحى لنا بالإحترام، إذا لم توح بالتقديس. إننا نتجه بارتياح لصورة أم بسيطة كهذى، فى الحال حيث شكل فن العذراء الأكثر بدائية والأكثر تقدماً. إنها حالة أخرى، حيث الأكير بساطة هو الأفضل. وفى
فصل العذراء المتوجة تقول الكاتبة ملكة هى العذراء فى كل بيت حقيقى، متوجة
فى قلوب أطفالها المحبين، لذا فثمة مدلولان يجب أن يظلا فى عقولنا عند
النظر إلى العذراء المتوجة، طبقاً للفكر اللاهوتى للفترة التى رسمت فيها
لأول مرة، تنتصب صورة العذراء الأم Virgin Mother كملكة للسماء Queen of
Heaven. والمفهوم عادة أنها تقدم تقديس الأمومة. فى تاريخ تطور الفن، تبدأ العذراء المتوجة حين تنتهى عذراء البورتريه. ةيمكننا
أن نؤرخ لذلك بدءاً من القرن الثالث عشر، حين أبدع سيمابو الفلورنسى
Cimabue. of Florence وجايدو السيينى Guido of Siena صورهما الشهيرة.ما
تزال عذراء سيمابو معلقة على الهيكل فى كنيسة روتشيللى Ruccellai chapel فى
سانتا ماريا نوفيلا، يأخذ العديد من الحجاج طريقهم إلى هناك لنيل شرف ذكرى
والد الفن الحديث. العرش عبارة عن مقعد منقوش بسيط الهيئة لكنه مرصع
بالذهب، والخلفية المحيطة تعج بالملائكة المتعبدين، وهنا تجلس العذراء فى
وقار جم ممسكة بطفلها على حجرها، إذا كان من الصعب علينا الإعجاب بجمالها،
فعلينا أن نلحظ تفوق الصورة على أسلافها. لقد كانت العذراء المتوجة فى هيئة
جمالية وجذابة بحق. المرحلة اللائحة من الفن الفنيسى تتسم بنموذج حديث
من العذراء، انها الان مخلوق رائع، من دم ولحم، فخور وجهها وسيم، ومبهج
للحواس على نحو ما وملامحها كبيرة ومتناسقة.وترى الباحثة ان هذا الجمال الطاغى لم يقطن باسطبل فى بيت لحم Bethlehem ان مكانه قصور الملوك انها تنتمى بوضوح الى الثروة والعالم الدنيوى. لم تعرف الحزن ولا القلق ولا الفقر قط، لم تؤثرها الحياة سوى بالمتعة والترف. لم يعد عرشها فى مكان مقدس داخل محراب حيث تعزف جوقة الملائكة انها منصة رفيعة الى الجانب من اللوحة. وراينا
ان اوائل العذراوات رسمنا اما الى خلفية من الذهب الصلب او الى وجوه
الملائكة وان نمط الاعداد الاخير قد استمر فى اللوحات المبكرة للعذراء
المتوجة ادى هذا الى تمجيد موضوع العذراء ونقل ذلك الى الدين وهذه هى
الفكرة التى نبتت وازهرت فى "مجد العذراء". كان المجد فى الاصل هالة نورانية من درجة كهنوتية اكبر وهى تحيط بالوجه كاملاً وذلك بدلاً من الراس. العذراء الريفية لم
يكد يقبل القرن السادس عشر حتى تم انتاج اول لوحة للعذراء الريفية فى اسمى
اشكالها حتى ذلك الحين لم يكن هناك عدد عظيم من اللوحات التى تعرض لنا
حباً حقيقياً للطبيعة فى المشاهد الطبيعية النموذجية، يملا المشهد الطبيعى
اللوحة بكاملها، والاشكال كما كانت تشكل جزءاً كاملاً من اللوحة. نادرة هى
هذه اللوحات حتى اننا نكتب اسماء القليلين الذين منحونا هذه الكنوز بحروف من ذهب. ياتى
رافائيل فى اول القائمة بحق، ان عذراواته المبكرة توضح حبه للمشهد الطبيعى
فى اللمحات الفاتنة فى طبيعة امبريا umbria التى تشكل الخلفية فى لوحاته. وكما
يقول مونتز Muntez فانها تمتاز ببساطة خطوطها واتساع تصميماتها. ومع ذلك
فقد كانت بداية اشياء عظيمة تبعتها اشياء اخرى. لقد شهدت اقامة الفنان
المؤقتة فى فلورنسا انطلاقة هائلة لقدراته، لقد احيط هاهنا باعظم فنانى
عصره، وسرعان ما استوعب تميزهم جميعاً. ظل موضوع مقدس كموضوع العذراء بعيداً عن اى معالجة واقعية وذلك لقداسته. حالة
العذراء الريفية جعلت العذراء والطفل اقرب الى الحالة الانسانية نوعاً ما
اكثر من ذى قبل ولكن الفن كان بطيئاً فى تقبله لهذه النقلة.وفى فصل العذراء
فى المنزل تقول الكاتبة تم تقديم العذراء داخل البيت كموضوع منزلى بشئ
من الريبة، ونادراً ما تمت معالجته حتى فى ايامنا حيث شكل هذا الموضوع
مجموعة صغيرة من اللوحات من هيكل الفن العظيم. قاد الفنانون الشماليون
الفن فى هذا المضمار، حيث احبوا تصوير ربة المنزل Hausfrau فى لوحاتهم على
نحو متميز. ولم يكن هناك ثمة تقليل من قداسة العذراء فى تقديمهم لها على
هذا الوصف. ولا ريب ان اكثر موضوعات العذراء شعبية – وايسرها على الفهم
بكل تاكيد – هو موضوع الام الاكثر حنواً The Mother amabilis من لمحة واحدة
يمكن قراءة الحالة المزاجية للام: انها تعرض عاطفة الامومة لطفلها، ووسيلة
من الف من وسائلها الرقيقة لديها. حيث تمسك به بين ذراعيها، تضمه الى
صدرها، وهى تضغط وجهها الى وجهه تقبله، تداعبه، او تلهو معه. لقد سطر الحب فى كل خط من خطوط وجهها، ان الحب هو الملمح الرئيسى فى اللوحة. البساطة
اكثر ما يلائم ذا التراث من اللوحات لفهم عمقها، ان تراث العذراوات
المتوجة وعذراء المجد الاكثر رسمية اقل ما يناسب عاطفة الامومة، بينما تم
تصوير العذراء فى المشهد الطبيعى والعذراء فى المشاهد المنزلية بسهولة مثل الام الاكثر حنواً. ومع ذلك لم تؤخذ هذه الفروق على نحو صارم فى الفن. كان
ذلك جلياً فى بعض اللوحات مثل العذراء المتوجة Enthronerd Madonna بواسطة
كوينتين ماسياس Quentin Massys، حيث تقبل العذراء طفلها وفى لوحة انجيلكو
Angelicoالعذراء فى المجد Madonna In Glory حيث تضمه الى وجنتها. كانت
اولى مسرات حب الامومة الرقيقة ممتزجة بالدهشة على نحو غريب ان طفلها لهدية
نفيسة من عند الله. تلقفتها بايد مرتعشة. ثمة شعور جديد بالمسئولية يلقى
على عاتقها بقوة ساحقة ها هو اسمى شرف يمكن ان يمنح لامرأة وها هى تستقبله
بفرحة ووقار معتقدة انها غير جديرة به. لقد تم تمثل روح التواضع هذه فى
الفن، فى نموذج العذراء الذى عرف باسم الام الحنون The Madrepia وهى تمثل
العذراء مريم Virgin Mary وهى تقدس ابنها. احياناً ما تنحنى امامه واحياناً ما تجلس بيدين متعانقتين ممسكة به فى حجرها. اياً
كان الوضع الجسمانى مختلفاً تظل الفكرة كما هى فانها تعبير عن اسمى وارق
جوانب الامومة التى لا تعد الطفولة غرضاً للحب فحسب بل للتواضع الموقر. انه اعتراف بسر الحياة العظيم الذى يستثمر حتى الطفل الذى لا حول له ولا قوة بالكرامة التى تحظى بالاحترام. لا يمكن فهم اللوحة على نظاق واسع بنية جادة. ان المعنى لجد دقيق على الملتقى البسيط. ان
حركة نمو التقوى فى العصور الوسطى حلت محلها مواضيع اكثر شعبية، ولم تنتعش
مرة اخرى للموضوع مصدره كميلاد مثالى للمسيح وقد وضع فى بيئة ريفية اما عن نماذج العذراء وطموحاتها لطفلها، فهل سلكت فى حبها نهجاً اسمى واطهر؟ ان الام الاكثر نبلاً هى الاكثر ايثاراً
انها تعد طفلها مهمة مقدسة لقد قامت بعنايته الى حين كانت عنايتها به
لتنشئته وتدريبه لاجل القيام بمهمته فى الحياة هذا هو الغرض من مسعاها
الثابت. هكذا اعتنت به كما لو كان لها، وكما انه لم يكن بعد باحساس ما فهو لها تماماً وباحساس اخر فانه يخص الحياة الكونية التى سيخدمها. ليس ثمة تعارض بين الفكرتين انهما وجهان لحقيقة عظيمة واحدة. الكتاب
رغم صعوبة اللغة المتخصصة .الا ان صدوره يمثل لافتة طيبة .افسدها نشر
اللوحات بالابيض والاسود.فى الوقت الذى تضمن ملازم اعلانية ملونة وعلى ورق
كوشية .وكان القائمين على الكتاب افسدوا الطبخة بسبب الملح .