كلمة ولابد ان تقال أولاً ذهبت لكى اخدم الشهيد . وكانت الخدمة فى بادئ الأمر لعدم توافر امكانيات المعيشة صعبة للغاية لا نور فيه وجو الليل كم يكون مخيفاً فيه ؟! وجلست فترة أبيت فى هذا المكان الواسع بمفردى لم أجد أحد يسلينى فى وحدتى الا عم الحاج محمد فراج رمضان رحمه الله . كنا نجلس معاً بالساعات الطويلة نحكى ونحكى … حكى لى الكثير والكثير عن الشهيد وعجابه قصص تفوق الوصف والخيال فمن شدة تأثرى بكلام هذا الرجل سجلت له بعض منها وطبعت على كاسيت وموجودة فى مكتبة الدير الآن وهذه القصص رواها عم الحاج محمد فراج رمضان بلسانه قال لى : حوالى الساعة اثنين بالليل . سمعت صوت عربية على الطريق وقفت . فخرجت لكى اعرف ايه الحكاية . فوجدت عربية نقل محملة ومجرد ما ان لمحنى الرجل صرخ وقال : اعمل معروف فى عرض ربنا . ده بضاعة ناس اعمل معروف ده بضاعة ناس … قلت له " يا عم متخفش انا جاى اشوفك مالك . عايز حاجة " فقال : " ده بضاعة ناس والعربية وقفت هنا " وطلب منى شوية بنزين … قلت له اشوفلك … وذهبت الى البئر وجبت منه حوالى لترين ميه وقلت ياللا يا شهيد على بركتك العربية تدور وعطيتهم للرجل واخذهم منى بنية صافية ودون ان يعلم وحطهم فى التنك ودور العربية ودارت العربية سألنى الرجل . البلد ديت ايه ؟ قلت له : ده شيخ اسمه الشهيد وسألنى اسمى قلت له : "انا محمد فراج رمضان وقاعد هنا من زمان " ومشى الرجل على حال سبيله وثانى يوم حضر وخبط على الباب وقال لى : انت الى كنت معاى امبارح … قلت له أيوة فقال لى : طيب خد خمسة جنية ندر للشهيد ودستين شمع وعشر قروش ليك اشرب بها شاى وطلع من ذمتى كل ما اعدى ادفع جنيهاً للشهيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+ الرجل يوفى بوعده … والشهيد ميسبش حقه +++++++++++++++++++++++
تصدق يا ابونا … عدى الراجل فى مرة وعلى حسب وعده وزى ما طلع من ذمته انه كل ماهيعدى هيدفع جنية للشهيد وفعلاً نزل وخبط على الباب … انا مكنتش موجود . ومفيش حد كان موجود الا صاحب المكان طبعاً فحط ما بين العمدان اللى عند البوابة من بره الجنية ومشى … شافه واحد . فأخذه بعد ما مشى الراجل وقال انا والشهيد واحد … واقسم لى الرجل عم الحاج ان الرجل الذى أخذ جنيه الشهيد لم يصل لغاية المستشفى بتاعة صنبو وقتل وقال لى عم الحاج … أصله سرق الشهيد وعمل رأسه برأس الشهيد وبيحسب أنه مفيش حد شايفه … ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+ الشهيد ده بطل … ومفيش حد يلعب عنده ++++++++++++++++++++
وما زال عم الحاج الرجل المسن الكبير يحكى لى عن عجائب الشهيد … غفير الدايره حش فى مرة من حشيش الدير ورمى البرسيم قدام الحمارة واكلت قال لإبنه خذ الحمارة وروح بيها الغيط ابنه ركب الحمارة ومجرد ما طلع من البيت الا وعربية تلطش الحمارة . الحمارة تموت فى الحال والواد يتحتف بعيد فقابلت الرجل ده وقلت له : اللى حصلك ده من البرسيم اللى حشيته ملقتش الا برسيم الشهيد … يا عم ابعد عنه . متحشش تانى منه المشرقى ده اصله بطل عظيم … ويأذى الناس المؤذية ومفيش حد يلعب عنده … ++++++++++++++++++++++++
+ شفته ومسك بيدى +++++++++++++
طلعت مرة بالليل … نفسى هفتنى على الفول الاخضر رحت اجيب شوية من زرع لناس بره جنب الدير انا شايف بعينى الفول الصبح مكلل من الارض للقطيه رحت ملقتش . قعدت ادور وادور مفيش ولقيت واحد مسك دراعى وقال لى : "قف حيلك " فكنت اظنه غفير الدايره … فقلت له : " يا أخى عبد العليم ان كنت جاى اسرق هتشوفنى انت فقال لى : " مين عبد العليم " ؟! قلت له : امال مين انت ؟ قال لى : أنا الشهيد تبقى تسكن جواى وتاكل حرام . انا ممكن أأذيك قمت فى الحال مرتبك ومسك دراعى وقال لى : " امشى . قدامى " ومجرد ما فتحت البوابة … قال لى : حط ايدك فى ايدى واوعدنى انك تبطل تاكل حاجة حرام وطلب منى اصلى واصوم وكان وقتها رمضان ولغاية النهاردة توبت توبة نصوحة والفضل يرجع للشهيد …
------------------------------------------------------------- + جانى بنفسه وطمأنى على إبنى ++++++++++++++++++++
ويتنهد عم الحاج محمد فراج ويقول : ده بطل عظيم بيعمل بيانات حلوة قوى اصله من الشهداء بتوع زمان . وانا بشوفه كتير راكب خيل … فى سنة الحرب كان عندى ولد كان فى الحرب وغاب عننا ستة أشهر مما سبب لنا قلق وخوف . وكنت قلقان عليه قوى وخايف . ومفيش اى اخبار عنه او اى احد يطمئنا عليه … فى ليلة قاعد تحت النخلة اللى فى حوش الدير ، ورفعت عيناى نحو قباب الكنيسة وافتكرت ابنى واخذت ابكى وبصيت كدة لقيت الشهيد جايب ابنى وماسكه فى ايده لم اصدق فى بادئ الامر كنت اظن اننى بتخيل ولكن طلع حقيقة … كلمنى . وقال لى " بتعيط ليه ؟ " … ابنك بيدافع عن الوطن . متخفش عليه انت شغال مع الشهيد وابنك مع الشهيد متخفش وبكره ويجيلك واختفى وروحت وخبرت امه وتانى يوم فعلاً جه ابنى … وانا والكل نقول شهدنا لك يا شهيد