الموقع الرسمي لدير تاوضروس المشرقي (المحارب)غرب الأقصر..
السبت, 2024-11-23, 12:36 PM

الاعلانات والاهداءات

..منتدي المتنيح البابا شنودة الثالث...يمكنكم الان الاستماع لجميع الترانيم الصوتية للمرنمين فاديا بزي..ساركيس دياربي ...فريق الاغابي.. ليديا شدييد...سامح ميخائيل...فيروز...هاني ابراهيم...اسحاق ابراهيم...ماهر فايز ...ايمن كفروني..هايدي منتصر..فيليب ويصا..زياد شحاتة..جميع الالبومات وذلك في قسم الترانيم الصوتية...اكثر من 100 ترنيمة فيديو كليب لاكثر من مرنم في قسم ترانيم فيديو. يمكنكم الان من خلال موقعنا الاستماع المباشر طيلة 24 ساعة للراديوهات المسيحية من قلب الكنيسة القبطية الارثوذوكسية من ترانيم والحان وقداسات واجتماعات وتسبحة مباشرة من الكنائس القبطية..يمكنكم الان من خلال موقعنا مشاهدة القنوات الفضائية الرياضية والقنوات الاخبارية وقنوات الاطفال ...يمكنك الان مشاهدة جميع القنوات الفضائية المسيحية مباشرة..حصرياً اكبر مكتبة افلام فيديو وداعاً لتعب التحميل والانتقال بين الاجزاء اكبر مجموعة افلام دينية مشاهدة مباشرة بدون اجزاء وسهولة التحميل...حصرياً قصة حياة الشهيدين تاوضروس المشرقي واقلوديوس الفارسي دراما مسموعة...الان يوجد بالمنتديات منتدي قديسين معاصرين الاباء المتنيحين قديسي دير المحارب ..ومنتدي الشباب ..ومنتدي التعمير..منتدي اعداد خدام....منتدي الرياضة..منتدي الشعر والخواطر.منتدي مشاكل الشباب والقضايا المعاصرة .منتدي طلب صلاة... ... اذكرونا في صلواتكم
خلفية متلونة
CHRISTIAN NEWS:
القائمة الرئيسية
المنتديات
مكتبة الكتب
مكتبة الفيديو
المكتبة الصوتية
راديوهات مسيحية
القنوات الدينية
قناة اليوتيوب
قسم البرامج
Particularly in En
قسم الأخبار
اخبار الموقع [42]
الاخبار التي تخص الموقع من عرض وطلب
اخبار الدير [14]
الاحداث الجارية بالدير
اخبار الكرازة [152]
اخبار الكنيسة ككل
قريبا
Block content
تصويتنا
تقييم الموقع
مجموع الردود: 95
طريقة الدخول
إحصائية
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
و
الرئيسية » 2011 » مارس » 21 » الاحد الرايع من الصوم المقدس
9:46 PM
الاحد الرايع من الصوم المقدس

  أحـــــد الســـامريـــــة(الأحد الرابع)

" تــــــوبنى يـــــارب فأتـــــــــــوب ...... "    ( أرميا النبى )

لقاء مع السامرية  ( يو 4 : 1 – 42 ) .

رابح النفوس العجيب

جاء السيد المسيح إلى اليهودية بعد أن حفظ العيد فى أورشليم ( يو 3 : 22 ) ، والآن يتركها بعد أربعة أشهر من الحصاد ؛ فى الطريق عبر السيد المسيح على السامرة ، والتقى عند البئر بأمرأة سامرية تزوجت قبلا بخمسة رجال والذى معها ليس برجلها ، دخل معها السيد فى حوار بالرغم من العداء بين اليهود والسامريين ، فاجتذبها إلى خلاصها ، بل وجعلها كارزة بالخلاص ، اجتذبها فتمتعت بالمعرفة ، وأدركت أنه المسيا الذى يخبرنا بكل شىء ، وبعد دقائق تركت جرتها لتجتذب المدينة بأسرها ويؤمن كثيرون بالسيد المسيح ، حقا من يلتقى برابح النفوس العجيب يشاركه سماته ، فيصير هو أيضا رابحا للنفوس .

خلال هذا اللقاء يحثنا السيد المسيح على العبادة الجديدة ، حيث قدم لها ولأهل مدينتها ماءا حيا يفيض فى داخلهم ، لقد أعلن السيد أنه عوض بئر يعقوب يقدم المياة التى من يشرب منها لا يعطش إلى الأبد ، إذ تهب حياة جديدة أبدية ، وأن الساعة قد أتت لتتحقق العبادة على مستوى أعظم من جبل جرزيم أو الهيكل ، حيث يسجد العابدون للآب بالروح والحق ، وأن له طعام جديد وهو أن يفعل مشيئة الذى أرسله ...

مجيئه إلى السامرة

" ....... وكان لابد له أن يجتاز السامرة " يو 4 : 4

أبرز السيد المسيح اهتمامه بالسامرة والسامريين ، فمدح الأبرص السامرى غريب الجنس ، الذى وحده دون التسعة اليهود البرص عاد ليشكر السيد على تطهيره له ( لو 17 : 15 – 18 ) . كما قدم لنا مثل السامرى الصالح الذى تحرك قلبه بالحب العملى ليهتم بجريح يهودى أكثر من الكاهن اليهودى واللاوى ( لو 10 : 33 – 36 ) وأخيرا قبل صعوده وضع على عنق الرسل الألتزام بالخدمة فى السامرة : " تكونون لى شهودا فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض " ( أع 1 : 18 ) .

" ....... وكانت هناك بئر يعقوب ، فإذ كان يسوع قد تعب من السفر ، جلس هكذا على البئر ، وكان نحو الساعة السادسة " يو 4 : 6

نحو الساعة السادسة ، أى الظهيرة ، تعب السيد المسيح بسبب السير فى وسط حر الظهيرة ، كإنسان حقيقى خضع للضعف الجسدى فتعب ، ..... ليس عجيبا أن نسمع عن السيد أنه تعب وعطش فى وقت الظهيرة ، وهناك تركه تلاميذه ، فإن هذا المنظر يحمل صورة للسيد المسيح على جبل الجلجثة حيث استراح على الصليب فى وقت الظهيرة وقد حمل أتعابنا وأعلن عطشه لكل نفس بشرية ، هناك أيضا تركه تلاميذه هاربين ، ليجتاز المعصرة وحده .

إنه يسأل أن يشرب ذاك الذى فى طريقه أن يعطى ، لكنه يشرب لا من ماء جدول يفيض ، بل يشرب من تصرفاتك الصالحة ، يشرب الكأس أى الآلام التى يكفر بها عن خطاياك ، حتى إذ تشرب من دمه المقدس تروى عطش هذا العالم !!

هكذا تمتع إبراهيم بالله بعد أن حفر بئرا ( تك 21 : 30 ) ، واسحق تقبل زوجته وهو سائر بجوار البئر ( تك 24 : 62 ) ، التىكانت قادمة إليه كرمز للكنيسة ... رفقة وجدت من يبحث عنها عند البئر ، ....

+ قوة المسيح خلقتك ، وضعف المسيح ( تعبه ) جدد خلقتك ، ............

قوة المسيح أوجدتك حيث لم تكن ، وضعف المسيح جعل ما يلزم دماره ألا يهلك .......

لقد خلقنا بقوته ، وبحث عنا بضعفه .....

 

" فجاءت امرأة من السامرة لتستقى ماء ، فقال لها يسوع : أعطينى لأشرب ، لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما "  يو 4 : 7 – 8

مجىء المرأة عند الظهيرة بعد أن حمل الرجال والنساء مياههم إلى منازلهم يكشف عن موقف الشعب منها ، إذ لم تكن لها الجرأة أن تواجه أحدا ، فجاءت فى وسط الحر لتستقى ماء من البئر بمفردها ، مسيحنا هو إله المرذولين والمطرودين ، يخرج منهم أبناء الملكوت وكارزين بالحق .

هذا اللقاء يذكرنا برفقة وراحيل وابنة يثرون كيف تزوجن خلال اللقاء عند البئر بزيجات مباركة باسحق ويعقوب وموسى ، هكذا وجدت السامرية عريس نفسها عند بئر يعقوب ، ونحن نجد مسيحنا عريسا لنا عند جرن المعمودية ...

بدأ السيد المسيح حواره معها بطلب متواضع : أن يشرب ماء ، ذاك الذى من أجلنا افتقر ، الآن من أجلنا صار شحاذا لكوب ماء ، ليس لأحتياج شخصى ، وإنما ليكشف لها عن احتياجها هى إليه ، فتشرب وترتوى من ينابيع نعمته الغنية .

بينما مضى التلاميذ إلى المدينة ليشتروا طعاما استغل السيد هذه الفرصة ليدخل فى حوار مع المرأة السامرية ، ويسحبها هى وأهل المدينة لخلاصهم ، هذا هو طعامه الحقيقى أن يتمم مشيئة الآب ، وهى خلاص النفوس .

" فقالت له المرأة السامرية :

كيف تطلب منى لتشرب وأنت يهودى وأنا امرأة سامرية ؟

لأن اليهود لا يعاملون السامريين "  يو  4 : 9

دهشت المرأة السامرية لموقف السيد المسيح ، فإنه ما كان يمكن ليهودى أن يطلب شيئا من سامرى ، مهما بلغ احتياجه أو واجه من متاعب ومصاعب ، دون أى استثناء ، كما دهشت كيف يتوقع من سامرية أن تعطيه طلبه بينما يحمل السامريون عداء لليهود ...

لم يكن هناك تعامل بين اليهود والسامريين سواء من جانب العبادة أو التجارة ، بل ولا يجوز لليهودى أن يستعير إناء من سامرى أو يشاركه نفس الطعام .

 

" أجاب يسوع وقال لها : لو كنت تعلمين عطية الله ،

ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب ، لطلبت أنت منه ، فأعطاك ماء حيا " يو 4 : 10

سحب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص ، لا بالهجوم على العبادة فى السامرة ، بكونها منشقة ، وأنها قد شوهت الأيمان والعبادة ، وإنما بسحب فكرها من الأنشغال بالعداوة القائمة بين الفريقين إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحى ، وتدرك حاجتها إلى المخلص .

الآن ليس الوقت للنزاع ، بل للجلوس الهادىء مع النفس والتمتع بعطايا الله المجانية ، فقد حان وقت افتقاد الله للعالم كله بإرسال المسيا المخلص ، شهوة قلب السيد المسيح أن نعرفه ، فنطلبه ونقتنيه ، فنرتوى منه أبديا !

السامرية لم تكن تدرك عطية الله الذى أرسل أبنه الوحيد ليبذل ذاته عن العالم ( يو 3 : 16 ) ، ولا عطية الروح القدس الذى يفيض فى النفس كنهر يرويها ويروى آخرين ، ويقدم الروح مواهب روحية لا حصر لها لخلاص العالم ، هذه العطايا إلهية مجانية قدمها الله من أجل مبادرته بالحب لنا ونحن بعد أعداء ...

" المـــــاء الحــى " : هو نعبير شائع لينابيع المياة التى تفيض بلا توقف ، يقابله " الماء الميت " الراكد فى البرك والمستنقعات ومخازن المياة حيث تتعرض للتلوث ، يشير الماء الحى إلى :

" الــــروح الــــقدس "   الذى يروى النفس ويحول قفرها إلى فردوس مثمر ، ويغسل ما فى النفس من دنس .

 

" فقالت له المرأة : يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحى ؟ ....

ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذى أعطانا البئر ، ....

 وشرب منها هو وبنوه ومواشيه ؟ " ....  يو 4 : 11 ، 12

كان يحدثها عن الروحيات بينما هى كانت تفكر بطريقة مادية ، ومع هذا فمن لهجة حديثه شعرت بالألتزام أن تحترمه وتوقره ، فبدأت تقول : " يــاســــيــد " 

اعتزت السامرية بالبئر التى حفرتها يد بشرية ، ولم تدرك أنها أمام الينبوع الإلهى الحى ، فقد سبق فعاتب الرب شعبه قائلا لهم : " شعبى عمل شرين ، تركونى أنا ينبوع المياة الحية ، لينقروا لأنفسهم أبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء " ( إرميا 2 : 13 ) .

تأمل ما قاله نيقوديموس : " كيف يمكن لأنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ؟ ( يو 3 : 4 ) أما هذه المرأة فكانت أكثر توقيرا من نيقوديموس ، إذ قالت : يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحى ؟

حسن أن تعتز السامرية ببئر أبيها يعقوب ، لكنها لم تعرف كيف تعبر خلاله إلى إله يعقوب واهب المياة الحية ، كان يليق بها أن تنطلق مع يعقوب أبيها لترى سلم يعقوب الصاعد من رأسه إلى السماء ، فتتهلل بالصليب فاتح أبواب السماء للعالم كله !

" أجاب يسوع وقال لها :

كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا ،

فلن يعطش إلى الأبد ، بل الماء الذى أعطيه ، يصير فيه ينبوع ماء ،

 ينبع إلى حياة أبدية " يو 4 : 13 – 14

لم يجبها : " نعم أنا أعظم من يعقوب ، لكنه بلغ هذا الهدف بحديثه معها ......

الماء الذى فى البئر هو ملذات العالم فى أعماقه المظلمة ، من هذا يسحب البشر بأوانيهم التى للشهوة .. عندما يحصل شخص على لذة العالم ، هل يمكنه ألا يعطش مرة أخرى ؟ !

فى لطف شديد بدأ السيد المسيح يكشف لها عن الماء الحى ! أوضح أنه لا وجه للمقارنة بين ماء يروى الجسد إلى حين ، وماء يسند النفس أبديا ويرويها ، فلا تعتاز إلى شىء ....

الماء الذى يقدمه السيد المسيح له ميزات خاصة :

+ هو عطية إلهية " أنا أعطيه " .. لذا يهب فرحا إلهيا ...

+ يهب حياة أبدية بلا احتياج ، " لن يعطش إلى الأبد " ...

+ ماء داخلى فى النفس " يصير فيه " لذا يناجيها واهب المياة الحية ، قائلا : " أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " ( نشيد الأناشيد 4 : 12 ) 

+ يحول الأعماق إلى ينبوع فياض على الغير ، :  " من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى " ( يو 7 : 38 ) .

 

" قالت له المرأة :

يا سيد أعطنى هذا الماء لكى لا أعطش ، ولا آتى إلى هنا لأستقى " يو 4 : 15

+ أرأيت كيف أن المرأة صعدت قليلا إلى التعاليم العلوية ؟ ... لقد ظنت أن هذا الماء أعلى قدرا من الماء المحسوس ....

+ أرأيت كيف أن المرأة فضلت المسيح على رئيس الآباء إذ أوضحت رأيها فى يعقوب ومقدار عظمته وعرفت الأفضل منه ؟

+ هنا أكتسبت بصيرة أكثر جلاء ، لكنها لم تكن قد أدركت بعد الصورة الكاملة ، لأنها قالت : " أعطينى هذا الماء حتى لا أعطش ، ولا آتى إلى ههنا لأستقى " ....

 

" قال لها يسوع :

اذهبى وادعى زوجك وتعالى إلى ههنا " يو 4 : 16

حول السيد المسيح الحوار من الحديث عن الماء إلى الحديث عن حياتها الزوجية ، ... أوضح السيد المسيح لها ، دون أن يجرح مشاعرها ، أنه يعرف ما فى قلبها كما يعرف كل أسرارها العائلية ، لكى يحثها على الشعور بالخطية ، وحاجتها إلى التوبة .

 

" أجابت المرأة وقالت : ليس لى زوج ....

قال لها يسوع : حسنا قلت ليس لى زوج ... لأنه كان لك خمسة أزواج ،

 والذى لك الآن ليس هو زوجك ، هذا قلت بالصدق " يو 4 : 17 ، 18

فى رقة عجيبة لم يجرح مشاعرها لأنها تعيش مع من هو ليس برجلها بعد خمس زيجات ، وحول حوارها من المجادلة حول الخلافات بين اليهود والسامريين إلى العبادة الجديدة التى تضم كل العالم ، ويتمتع بها المؤمن أينما وجد .

كم كانت حكمة هذه المرأة عظيمة ، وكم كان خضوعها إذ قبلت التوبيخ ... فى هذا التوبيخ يذكر أمرين : يعدد جميع أزواجها السابقين ، ويوبخها على ذاك الذى تعيش معه حينئذ وهى تحاول أن تخفى أمره ، هنا ماذا صنعت المرأة ؟ لم تبد ضيقا ولا تركته هاربة ، ولا حسبت كلامه إهانة ، لكنها على العكس أبدت إعجابها به ، وفاق تقديرها له ، إذ قالت : " يا سيد أرى أنك نبى " ، تطلع إلى رزانتها إذ لم تندفع إليه مباشرة لكنها وهى تقدره وتعجب منه قالت : " أرى " أى " يبدو لى " أنك نبى .

 

" قالت له المرأة :

يا سيد أرى أنك نبى ، آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل ،

وأنتم تقولون إن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يسجد فيه " يو 4 : 19 ، 20

هكذا تحول الحوار إلى الحديث عن موضع العبادة : هل هو أورشليم أم جبل الجرزيم ؟

إذ ظنت أنه نبى لم تطلب شيئا زمنيا ، لا صحة الجسد ولا الممتلكات ولا الثروة ، لكنها اهتمت بالدين ، إنه لأمر عجيب ! يسكن فى الأعالى وهو قريب من المتواضعين ، إنه : " يرى المتواضع ، أما المتكبر فيعرفه من بعيد " ( مز 138 : 6 )  

أتريد أن تصلى فى هيكل ؟ الجبل فى داخلك ، إن كنت أنت أولا هيكل الله ، لأنه فى هيكله يسمع من يصلى .

" قال لها يسوع :

يا أمرأة صدقينى إنه تأتى ساعة ، لا فى هذا الجبل ،

ولا فى أورشليم ، تسجدون للآب ، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون ،

أما نحن فنسجد لما نعلم ، لأن الخلاص هو من اليهود " . يو 4 : 21 ، 22

لقد حلت الساعة التى جاء فيها ابن الأنسان ليرفع الأنسان من الحرف إلى الروح ، فما يشغل ذهن المؤمنين ليس الموضع ، بل وضعهم كأبناء للآب السماوى .

بقوله : " لما لستم تعلمون " يشير إلى إنكار السامريين لأسفار الأنبياء التى تمهد طريق المعرفة للتعرف على شخص المسيا المخلص ، وبقوله " نسجد لما نعلم " يشير إلى الأسفار الإلهية كطريق آمن للمعرفة والعبادة الحقيقية ، ضم السيد المسيح نفسه إلى جمهور العابدين ، لأنه صار فى تواضعه ابن الأنسان .

لم يخجل ابن الله الوحيد من أن يعلن طاعته للآب وسجوده وعبادته له ، بينما يستهين كثير من بنى البشر فى كبريائهم بالعبادة ويحسبونها مضيعة للوقت ....    

 

" ولكن تأتى ساعة وهى الآن ،

حين الساجدون الحقيقون يسجدون للآب بالروح والحق ،

لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له " يو 4 : 23

عوض الأنشغال بمكان العبادة يلزم الأنشغال بحال الفكر الداخلى ، وهيكل الله داخل النفس ، وكيفية تقديم العبادة لله الذى هو روح . فالله يطلب العابدين بقلوبهم ، ونادرا ما يوجدون ....

العبادة بالروح تحول القلب إلى صهيون الحقيقية التى يشتهيها الله كقول المرتل :

 " لأن الرب اختار صهيون ، اشتهاها مسكنا له ؛ هذه هى راحتى إلى الأبد ؛ ههنا أسكن لأنه اشتهيتها " ( مز 132 : 13 – 14 ) .

 

" اللــــــه روح ،

والذين يســـجدون له ، فبالروح والحق ينبغى أن يســـجدوا ،

قالت له المرأة :

أنا أعلم مسيا الذى يقال له المسيح يأتى ،

فمتى جــــــاء ذاك ، يخــــبرنا بكل شــــىء "     يو 4 : 24 ، 25 

أخيرا جاء الحوار بخصوص المسيا ، فإذ لم تعترض السامرية على ما يقوله بل شعرت بقوة فى داخلها سألته عما كان يدور فى أذهان اليهود والسامريين ، وهو : متى يأتى المسيا ؟ فمع العداوة القائمة بين اليهود والسامريين إلا أن أمرا واحدا كان الكل يترقبه ، وربما تحدث كثير من المعلمين عنه فى ذلك الوقت ، وهو تحقيق الوعد الإلهى الخاص بمجىء المسيا وحلول مملكته .

مع ما لحق بها من فساد بسبب خطيتها لكن شوقها لمعرفة الحق وترقبها فى تواضع لمجىء المخلص هيأها للألتقاء مع السيد والتعرف عليه والشهادة له .

 

" قـــــال لهــــــا يســـــــوع ،

أنــا الــذى أكلمــــــك هــــــــــــــــو ! "  يو 4 : 26

لم يتحدث السيد المسيح مع اليهود ، ولا حتى مع تلاميذه بعبارات مباشرة هكذا : أنا الذى أكلمك هو " .... الحصاد قد أعد ، فقد قام الأنبياء بالغرس لينمو ، والآن قد جاء إلى النضوج وينتظر الرسل كحاصدين له ، ... فبالنسبة للمرأة السامرية كان اسم " المســــيا " ليس بجديد عليها ، كانت بالفعل تترقب مجيئه ، لقد آمنت بالفعل أنه قادم ، من أين كان لها أن تؤمن بهذا لو لم يغرسه موسى ؟

كـــــــرازة المرأة السامـــــــرية الناجحــــــة :

" وعند ذلك جاء تلاميذه ، وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع إمرأة ،

ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب ؟ أو لماذا تتكلم معها ؟ " يو 4 : 27

لم يكن فى ذهن التلاميذ أن معلمهم الذى كانوا يترقبون ملكوته العظيم على الأرض يتحدث مع امرأة فقيرة سامرية ، إنها ليست من قطيع إسرائيل الضال ، وفى ذهنهم لا يمكن أن يكون لها دور فى ملكوته ، فلماذا يتحدث معها ؟

هذا ومن جانب آخر فإنه لم يكن من عادة الرجال أن يتحدثوا مع نساء فى الطريق ، حتى وإن كانت زوجاتهم ، وقد وجدت قوانين كثيرة سنها الحاخامات فى هذا الشأن .

 

" فتركت المرأة جرتها ، ومضت إلى المدينة ، وقالت للناس ،

هلموا انظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ،

ألعل هذا هو المسيح ؟ "   يو 4 : 28 ، 29

إذ تمتعت السامرية بالحق الإلهى تركت جرتها ! ...... ونسيت ما جاءت من أجله ، وعادت إلى المدينة دون الماء ، إنما لتقدم ماء الحق لأهل المدينة ، أخبرت الجميع فى الشوارع أنها وجدت الكنز الذى تبحث عنه ، ووجدت ينبوع سرورها الداخلى .

سبق أن طلب السيد منها أن تدعو زوجها ، وها هى قد دعت كل رجال المدينة ونجحت فى مهمتها ..... !

لم تخبرهم أنه حاورها فى أمور دينية خطيرة خاصة بمكان العبادة وطريقة ممارستها ، بل ما لمس قلبها حقا أنه عرف أسرارها واجتذبها بقوة كلمته إليه ، فتعرفت على شخصه ، إنه هو المسيا ... !

هنا امرأة أعلنت عن المسيح للسامريين ، ... وفى نهاية الأناجيل أيضا امرأة رأته قبل كل الآخرين تخبر الرسل عن قيامة المخلص  : " فجاءت مريم  المجدليــــــة وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا " .  ( يو 20 : 18 ) ...

جاءت السامرية لتستقى ماء ، وعندما استنارت وعرفت الينبوع الحقيقى للتو احتقرت الينبوع المادى ، وهى فى هذه الواقعة البسيطة تعلمنا أن نتجاوز عن أمور الحياة المادية عندما نصغى للروحيات .... على جناحى الفرح والبهجة أسرعت ودعت المدينة بأكملها ، وأتت بهم إلى الرب يسوع .

آمنت المرأة السامرية على الفور ، وبذلك اتضح أنها أكثر حكمة من نيقوديموس ، بل وأكثر شجاعة وثباتا ، لأن نيقوديموس بعد أن سمع قدر ما سمعت المرأة الآف المرات لم يذهب ويدعو آخرين لسماع هذه الكلمات ، ولا تحدث بصراحة على الملأ ، لكن هذه المرأة فعلت ما لم يفعله الرسل ، إذ قامت بالكرازة للجميع تدعوهم إلى المسيح ، بذلك قادت مدينة بأكملها إلى الأيمان بيسوع المسيح .

" هلموا أنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ،

ألعل هذا هو المسيح ؟ "  يو 4 : 29

كلمات السامرية تكشف عن سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم ، وتمتعها بمن يملأ أعماقها ، لم يهبها الرجال الستة سعادة ، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة ، والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم .

كانت السامرية حكيمة فى كرازتها ، إذ لم تملى عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه : " ألعل هذا هو المسيح ؟ ! .

 

" فخرجوا من المدينة وأتوا إليه ،

وفى أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين :

يامعلم كل "  يو 4 : 30 – 31

بينما انطلقت المرأة السامرية للكرازة بكل قوة ، إذ بالتلاميذ ينشغلون بتقديم طعام للسيد المسيح ، لأنه كان جائعا ومتعب .

 

" فقال لهم :

أنا لى طعام لأكل لستم تعرفونه أنتم " يو 4 : 32

كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة ليرفع عقول تلاميذه وقلوبهم إلى ما فوق الزمن ، إلى السماء عينها ، لقد أعلن لهم عن مدى بهجته بخلاص النفوس بكونه طعامه الشهى ، لقد وجد شبعه وراحته فى التعب من أجل كل نفس ، ومن أجل تحقيق خطة أبيه ، إنه لن يستريح بل يبقى مثابرا على العمل حتى يعبر من هذا العالم .

 

" فقال التلاميذ بعضهم لبعض :

ألعل أحدا أتاه بشىء ليأكل ؟ قال لهم يسوع :

طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى ،

وأتمم عمله " يو 4 : 34

إن حديث السيد المسيح هنا يشير إلى عمل المسيح فى حياة الناس لكى يعملوا إرادة الآب ، ويتمموا عمله ، لأن ما يفعله الناس كأعضاء فى جسد المسيح ، يحسب كأنه هو نفسه قد عمله .

أكلنا وشربنا وقراءتنا وخدمتنا وعبادتنا كلها إنما لخدمة خلاص النفوس ، هذه هى إرادة أبينا السماوى ، طعام نفوسنا الشهى .

لقد هلكت النفوس بسبب عدم المعرفة ، وقد وهبنا الله مفتاح الملكوت الذى هو انجيله ومعرفة كلمته .

 

" أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتى الحصاد ،

ها أنا أقول لكم ، أرفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد أبيضت للحصاد " يو 4 : 35

يطلب السيد المسيح الحصاد الذى لن يتحقق بدون العمل الجاد بسرور ومثابرة ، فالعمل ضرورة حتمية وملحة للتمتع بالحصاد .

إنه يرى الحصاد القادم حيث يأتى كثير من السامريين إليه خلال خدمة المرأة السامرية ، يؤمنون به ويتأهلون للبس الثياب البيضاء .

 

" والحاصد يأخذ أجرة ، ويجمع ثمرا للحياة الأبدية ،

لكى يفرح الزارع والحاصد معا " يو 4 : 36

الآن يتقدم السيد المسيح بكونه الزارع الذى غرس الكلمة فى قلب السامرية ، وفى ساعات قليلة جدا قام بدور الحاصد ، وفرح وتهلل من أجل الثمر حيث آمن به كل أهل المدينة قائلين : " إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم "

 " لأنه فى هذا يصدق القول : إن واحدا يزرع ، وآخر يحصد ، أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه ،

 آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم " يو 4 : 37 – 38

الأنبياء هم الذين زرعوا ولم يحصدوا ، وأما الذين حصدوا فهم الرسل ، لكن لم يحرم الذين زرعوا فقط من الفرح بالمكافأة على أتعابهم ، إنما تهللوا وابتهجوا بالرغم من أنهم لم يحصدوا .

 

" فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين ،

بسبب كلام المرأة التى كانت تشهد أنه قال لى كل ما فعلت ،

 فلما جاء إليه السامريون ، سألوه أن يمكث عندهم ، فمكث هناك يومين " يو 4 : 39 – 40

لم ير أهل سوخار معجزة ما ، لكن ما اجتذبهم إلى السيد المسيح هو شخصه وحديثه الإلهى ، تمتعوا بكلمة المسيح الواهبة الحياة ....

لم يذكر الكتا

مشاهده: 733 | أضاف: ديرالمحارب-غربالاقصر | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
بحث
التقويم
«  مارس 2011  »
إثثأرخجسأح
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
28293031
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • انشاء موقع
  • إنشاء موقع
    Copyright MyCorp © 2024 تصميم موقع مجاني с uCoz

    أضفنا إلى المفضلة

    البداية