سلام المسيح ونعمته , في الايام الاخيرة روح القدس تحدث الى قلبي بالتامل في زمن اضطهاد الكنيسة الاولى واستمرار اضطهادها الى يومنا هذا .
فالكنيسة كانت وما تزال تحيا في ظل الاضطهاد وهذا بسبب تمسكها بالايمان بالمسيح وبذلك الاسم المقدس فالمسيح في ايام خدمته على الارض وقبل صعوده الى السماء تنبا واعلمنا نحن اتباعه بالتجديد بانه سيلاحقنا المتاعب والالم خلال خدمتنا على الارض "كنيسة عروس المسيح"
فالنتامل في الجو السياسي الذي كان ينتاب الكنيسة الرسولية الاولى في ذلك الزمان اذ كانت الامبراطورية الرومانية لها نفوذ في تلك الاوان وكان الجو السائد للعبادة هي عبادة الاوثان وقد كانت السلطات الرومانية والشعب يبغض المسيحيين ويعتبرها عنصر خيانة في قلب الامة الرومانية, لكن رغم كل الاضطهاد ومع ان الامبراطورية الرومانية في اوج نفوذها الرب اقتحم التاريخ واستخدم الرسل ان يقتحموا مسرح المعركة وبدا الرب يستخدمهم بنشر الديانة المسيحية ولكن هذا لم يحصل بسهوله اذ عانوا الكثير لاجل نجاح تلك المامورية من خلال الاضطهاد الجوع, المرض , القتل , الغرق , وموتهم شهداء عن المسيح .
فبدات تنتشر الديانة المسيحية رغم الاضطهاد واستشهاد الرسل ومنهم القديس استيفانوس طرد من المجمع ورجم بالحجارة حتى الموت والدليل الشاهد الكتابي
فاضطهاد الكنيسة الرسولية الاولى لا ينتهي الى هذا الحد بل امتد الى يومنا هذا ولكن ليس على يد الرومان , ففي الشرق الاوسط ظاهرة اضطهاد كنيسة المسيح وقتل شهداء ابرياء, قتلهم وموتهم من اجل ايمانهم بالمسيح الذي هو الرب والاله الحقيقي الذي تجسد من اجل الخطاة كفارة عن خطاياهم.
ففي الايام الاخيرة العالم المسيحي متاثر وحزين جدا لاجل حادثة بغداد الذي شنها عدو الخير على "كنيسة النجاة" فهو حقا مشهد يدمي له القلوب , بكاء , حزنا من اجل استشهاد شعب المسيح ذنبه الوحيد بانه متشبث بالاله الحي ربنا يسوع المسيح الذي احب العالم اجمعين للمنتهى وبدون حدود والدليل الصلب والموت .
فهم من يدعون الالتصاق بالمسيح والصلاة في الكنيسة تحسب جريمة بحق الله اذ لا يقف الامر بطرد من الكنائس بل بقتل ابرياء ذنبهم الوحيد انهم احبوا المسيح وامنوا بقوة دم صليبه وموته وقيامته من القبر باليوم الثالث منتصرا على الموت وترك القبر فارغا وصعوده الى السماء ليعد لنا منازل سماويه , يحسبون ذلك قتل الابرياء وسفك دم الشهداء لمجد الله كما جاء في اشعياء «قَالَ إِخْوَتُكُمُ الَّذِينَ أَبْغَضُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي:لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ. فَيَظْهَرُ لِفَرَحِكُمْ، وَأَمَّا هُمْ فَيَخْزَوْنَ. اشعياء 5:66 . فهم يظهرون كانهم غيورون على ايمانهم ودينهم ويمارسون العداوة كانها التزام ديني على حساب السماء ودخولهم الجنة , فكم اشفق واترحم على انهم يحسبون نفسهم لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة اذ يجهلون بر الله لانهم لا يعرفون الاب ولا ابنه هؤلاء الذين يحسبون يقدمون خدمة لله بقتل كنيسة الرب وعروس المسيح ..
فرغم حزن الشديد لمشاعرنا البشرية من اجل استشهاد رجال, نساء, شباب, اطفال ابرياء ولكن مشاعرنا الروحية متعزية لان ارواح تلك الشهداء بين احضان المسيح يستقبلهم باكاليل سماوية ومراتب في السماء اذ كلمتة تقول 4وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَتَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَايَفْعَلُونَ أَكْثَرَ5بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَالَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ،أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هذَا خَافُوا! لوقا 12: 4-5.اذ من قتلوا الشهداء سلطانهم لا يتعدى هذه الحدود فكلنا يقين بان ارواح الشهداء استودعت في محضر الله فلذا اتابع واقول رغم الحزن والالم ونزف مشاعرنا البشرية فالمسيح علمنا محبة الاعداء 43 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَوَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّواأَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوالأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِيالسَّمَاوَاتِ، متى 5: 45-43. فمن خلال تعاليمه على الموعظة على الجبل دعانا للتخلي عن الاخذ بالثار بل علمنا ان نغلب الشر بالخير بمحبة اعدائنا والصلاة والدعاء لاجلهم ولا بالانتقام منهم فهذه هي الاخلاقيات المسيحية تعلمنا الصفاء الروحي والتسامح لقد قدم لنا المسيح دستورا للحياة المسيحية الفاضلة اساسها مدرسة المسيح وتعاليمها هي المحبة الذي منها تخرج الشعب المسيحي من خلال التدريب والتعليم الكنسي .
العقل البشري مستحيل ان يقبل تلك الكلمات لكن العقل الروحي يعلمنا ويدربنا على ذلك الحب لاعدائنا فهذا لا يحصل لاننا ابطال ولا بقوتنا البشرية ولا بشعار نظري على لساننا بل بقوة ربانية نستمدها من المعزي "الروح القدس" . لاننا عندما نطيع روح القدس ونخضع لروح الحب الرب سيفتح لنا ابواب السماء ونستقبل الخير السلام والبركة .
فاخيرا اخواتي دعونا نصلي لاجل مضطهدين كنيسة المسيح كما صلى القديس استيفانوس حين استشهدة يا رب لا تحسب لهم هذة الخطية لانهم جهال لا يعرفوك بل اظهر شخصك لهم واعلن لهم بقدرتك الالهية انك انت هو الطريق والحق والحياة , ونصلي ايضا لاجل اخوتنا في المسيح المضطهدون والعائلات الثكلى الذين فقدوا رجالهم, نسائهم, شبابهم, اطفالهم بان الرب يعزي قلوبهم المجروحة والمكسورة ويعطيهم نعمة الاحتمال والسلوان والصبر الهدوء والسلام في وسط المحنة من خلال روحه المعزية للنفوس المكسورة ويمنحهم حبا منتصرا على مشاعر الغيظ والالم ويعطيهم روح التسامح وان يلقوا كل همهم عالرب لانه القاضي العادل الذي يقضي بالعدل وبالحق باسم يسوع نصلي امين .