" الأنظمةالإقتصادية التي تهمل الأخلاقيات والمشاعر كتماثيل الشمع تبدو حية لكن تنقصها حياة الإنسان الحقيقي .. الديمقراطية عليها أن تضمن نفس الفرص بالنسبة للضعيف كما للقوي.. لا أحب كلمة التسامح لكن لا أجد كلمة أفضل منها.. الغضب وانعدام التسامح أعداء التفاهم .. الكراهية تقتل دائما و الحب لا يموت أبدا " هذه بعض من أقوال المهاتما غاندى ذلك القائد السياسي والروحي الهندي الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم الموافق 2 أكتوبر ، حيث ولد المهاتما غاندى عام 1869م فى ولاية صغيرة بشمال غرب الهند من أسرة ميسورة الحال وعلى مستوى عالي من الثقافة، وكانت أسرته تؤمن بفكرة عدم العنف بأي شكل من الأشكال، وأخذ يتنقل غاندى عبر مراحل التعليم المختلفة إلى أن سافر عام 1888م متوجهاً إلى لندن لكي يدرس الحقوق، وبعد أن أتم دراسته عاد مرة أخرى إلى الهند وذلك في عام 1891 ليبدأ في ممارسة عمله بالمحاماة في محكمة بومباي العليا ولكنه لم يستمر في هذه المهنة كثيراً. القصة الحقيقية للرجل ولشعبه وللإمبراطورية ويقول حفيد الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي إن هناك سيرة حياة جديدة عن الزعيم المهاتما غاندي تهدف إلى الكشف عن التفاصيل الحميمة بشأن زعيم حركة حرية الهند الذي يصور دائما على أنه نجم بدلا من شخص حقيقي ، ويقع الكتاب في نحو 700 صفحة واستغرقت كتابته عامين ونصف العام حيث يقدم حفيده من خلاله لسيرة مكتملة وتاريخية صريحة تماماً حيث إن السير الأخرى ركزت على بعض نواحي حياته متجاهلة نواح أخرى واوضح الكاتب المعروف راجموهان غاندي فى الكتاب الذى يقع تحت عنوان (مهانداس.. القصة الحقيقية للرجل ولشعبه وللإمبراطورية) إن سيرة غاندي المدونة فى هذا الكتاب تكشف الغموض عن الزعيم الذي يعتبره كثيرون الشخص الذي ساعد في إنهاء 300 عام من الحكم الاستعماري البريطاني باستخدام وسائل غير عنيفة حيث تشرح هذه السيرة تفاصيل حياة غاندي مع أسرته وأعدائه وأصدقائه بما في ذلك لقاؤه بمؤلف الكتاب. ويصور الكتاب حياة غاندي اليومية وأقرب علاقاته ومواجهاته مع الإمبراطورية البريطانية ومع شعبه وأسرته الذين اعتراهم الانقسام الشديد ، كما انة الكتاب سيحرر غاندي من كفنه ومن الأسطورة.. وسيقول الحقيقة للقارئ.. وسيظهر عمق عزيمته وقدرته على الاحتمال.. على الرغم من أنه تعرض للامتحان المرة تلو الأخرى. احتلال الهند و كفاح غاندي قامت بريطانيا في عام 1858م باحتلال الهند و جاء كفاح غاندي ضد الاستعمار مبنياً على أحد المبادئ الأساسية التي اعتمد عليها وهي مبدأ المقاومة السلمية أو سياسة اللا عنف، التى تعتمد على العديد من الأسس الدينية والسياسية والاقتصادية التي تندمج معاً من أجل إبراز أهداف هذا المبدأ، وأوضح غاندي أن سياسة اللاعنف لا تعني الجبن أو الخوف من المواجهة المباشرة مع العدو بل على العكس فهي وسيلة لإظهار ظلم الطرف الأخر وأساليبه القهرية مع الفهم الكامل والإلمام بجميع أبعاد المشكلة والخطر المحيط، وانقسمت مرحلة كفاحه إلى قسمين القسم الأول منها كان في "جنوب أفريقيا" حيث قضى هناك 21 عام ناضل فيها من اجل القضاء على التمييز العنصري الذي يتبعه البريطانيين ضد الأفارقة والهنود اللذين يعملون هناك، وقام بتأسيس حزب "المؤتمر الهندي لنتال" للدفاع عن حقوق الهنود في جنوب إفريقيا، أما المرحلة الثانية فكانت في "الهند " وفيها ركز اهتمامه على النضال من أجل العمال حركة المقاومة الوطنية يعتبر غاندي باعث الحياة في حركة المقاومة الوطنية بما كان له من دور فعال في جمع شتات الهنود ودفعهم من أجل هدف واحد، فقام بشحذ هممهم من أجل هدف قوي وهو تحرير وطنهم وإيجاد حل لمشاكلهم ومعاناتهم، فذابوا جميعاً في بوتقة واحدة على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم وكان هذا في حد ذاته أول طريق النجاح في مشوار غاندي أنه حقق الوحدة بين الهنود على الرغم من الاختلافات بينهم ، وكانت وسائل غاندي دائماً من أجل استعادة حقوق شعبه لا تنادي بالعنف على الإطلاق ولكن كانت تعتمد على وسائل أخرى كثيراً ما تؤدي لنتائج أفضل ومنها المقاطعة والإعتصام والإمتناع عن الطعام والعصيان المدني وغيرها من وسائل الضغط السلمي والتي يجب أن يكون المناضل على اقتناع كامل بها حتى لو أدى هذا إلى موته في سبيل قضيته، وقد تحقق الاستقلال للهند أخيرا في عام 1947، بعد مقاومة شعبية ونضال قاده غاندي بقوة مع غيره من الهنود وفي أواخر حياته كرس غاندي جزء كبير من أفكاره من أجل الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وحزن كثيراً من أجل انفصال باكستان وأعمال العنف التي شهدتها كشمير وقام بدعوة الهندوس من أجل احترام حقوق المسلمين مما أثار بعض المتعصبين ضده واعتبروه خائن فقاموا باغتياله بإطلاق الرصاص عليه في 30 يناير 1948م، فتوفى عن عمر يناهز 79 عاماً. أحقية الإنسان الحياة في سلام تميز غاندي بآرائه وأفكاره والتي تهدف جميعها لأهمية حرية الشعوب وأحقية الإنسان الحياة في سلام، ولعل روح "المهاتما غاندى بدأت تطوف أرجاء العالم العربى، وتقود ثورات الربيع العربى وحركات العصيان المدنى السلمى ضد الاستبداد من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وتقف أمام طلقات الرصاص والدبابات لا تأبه ولا تتراجع عن الحرية ، ومن هذا المنطلق نجد إن كفاح غاندي ضد الإستعمار مبنياً على مبدأ المقاومة السلمية يتشابه كثيرا مع ما حدث فى مصر حيث اعتمد الشعب المصرى على الثورة السلمية فى كفاحهم ضد قوى الظلم والفساد التى لا تقل طغيان واستبداد عن قوى الاستعمار