"مصر وطن لا مثيل له، انا اعشق ترابها. انها كما قال د.جمال حمدان - فلتة الطبيعة "، هكذا قال الانبا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية فى لقائه بوفد نقابة الصحفيين اليوم. الذى ذهب الى دير الانبا بيشوى – المقر البابوى لتهنئة قداسته بالتجليس.
طرح الصحفيون على البابا عدة قضايا تموج بها الساحة المصرية، على رأسها الملف الطائفى. ففى سؤال حول تصريحات بعض الأساقفة التى تثير الفتن بين المسيحيين و المسلمين قال :" هؤلاء ليسوا اساقفة و لكن إن صرح احد يكون هناك عتاب ثم النصح والارشاد ثم ان لم تأت النتائج المرجوة يكون الاستبعاد.
اما فى إجابته عن سؤال حول موقف الكنيسة من اقباط 38 ، قال: إن الكنيسة ملتزمة بالاحكام القضائية ما دامت لا تخالف تعاليم الانجيل.
وحول أموال الكنيسة والرقابة عليها ورأى البابا فى ذلك، قال الانبا تواضروس:" اموال الكنيسة يتم جمعها من خلال تبرعات المؤمنين و هو نظام العشور، يستخدم فى الأعمال الخيرية، ورفض أية رقابة على أموال الكنيسة.
و فى رده على تساؤل حول موقف الكنيسة من ملف اختفاء القاصرات وموضوع فتاة الضبعة المختفية، أوضح قداسة البابا أن هذا يتعارض مع دولة القانون مصر أن يتم اغواء فتاة قاصر لترك إيمانها. وعلق على تساؤل حول كونها علاقات عاطفية تسبب فتن طائفية موضحا: " ليست علاقات عاطفية ولكنها اغراءات عاطفية ".
من ناحية اخرى قال سامح عاشور نقيب المحامين - الذى حضر اللقاء للتهنئة :" معركة الدستور على اولويات المرحلة لانه دستور كل المصريين. والكنيسة المصرية كانت و ستظل جزء أصيل من الوطن. ولا خلاف على المادة الثانية فى الدستور و التى اذا زيدت او نقصت تسبب شقاقا فى الوطن.
و تعقيبا على ملف الدستور، قال قداسته : " نقبل المادة الثانية بلا تعديل ولا تبديل ولا تغيير ولا حذف ولا اضافة." موضحا ان دستور مصر إن لم يتم وضعه تحت مظلة المواطنة، سيكون دستورا معيبا. وعن سؤال أن الكرة الأن فى ملعب الكنيسة والأزهر، فماذا لو انسحبت القوى المدنية - اجاب قداسته أن خيار الإنسحاب قائم والكنيسة تنسق مع الأزهر و لن تقبل بدستور ينتقص من المواطنة. وعن المسودة الحالية قال انها ما زالت فى طور المناقشات.
و حول دور الإعلام فى تضخيم مخاوف الأقباط أعرب البابا قائلا :" أى مصرى يرحل الأن عن الوطن فهو خسارة كبيرة، فالمفترض التكاتف والإصرار على عبور هذه المرحلة معا. والإعلام يلعب دور كبير فى إثارة مخاوف الناس ويقع فى أخطاء كثيرة بسبب طريقة عرض الموضوعات.
و عن الأصوات التى تعالت ضده من بعض الاتجاهات السلفية عقب ترشحه معلنة عدم تهنئته، قال :" أنا أحب كل الناس وفاتح قلبى للجميع حتى من اعلنوا انهم لن يهنئونى."
أما فى حديثه حول المعارضين للكنيسة فى التوجه السياسى و خروجهم عن عباءة الكنيسة الى عباءة الوطن، قال: "المسيحيون مواطنون مصريون من حقهم اتخاذ مواقفهم السياسية الخاصة بهم، وطالما في اطار الطرق الشرعية حتى لو مخالفة لموقف الكنيسة.
أما عن ملف الطلاق و الأحوال الشخصية فقال: "أن هناك فرق بين الطلاق والتطليق، فالطلاق يكون لعلة الزنا، أما التطليق فيكون لأسباب جسدية ونفسية تبطل الزواج. مشبها اياه بالبناء الذى اذا اقيم على باطل ينهار.
وقد حضر اللقاء مجموعة من اعضاء مجلس نقابة الصحفيين، بينهم محمد عبد القدوس عضو المجلس الذي اكد تهنئة المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين لقداسة البابا مؤكدا ان الاقباط لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات فى الوطن.