* أقدم الجامعات الكاثوليكية في العالم.. أهدت البابا الدكتوراه الفخرية * البداية كانت الصلاة في كنيسة كاثوليكية.. والآن تمتلك الكنيسة القبطية أكثر من 14 ألف متر مربع * حفل إفطار في السفارة المصرية علي شرف زيارة البابا رسالة بودابس الذين تابعوا الأسبوع الماضي زيارة قداسة البابا شنودة الثالث إلي المجر قالوا إنها زيارة تاريخية, ووصفوا استقباله باستقبال الملوك والرؤساء من لحظة وصوله إلي مطار بودابست حتي مغادرته.. حقيقي أنه سبق زيارة قداسته هذه زيارات كثيرة لدول في الشرق والغرب ولقاؤه بملوك ورؤساء.. وسيبقي علينا أمانة التسجيل أينما حل قداسته, فرعايته امتدت إلي قارات العالم كله في أفريقيا وأوربا وآسيا وأستراليا وفي أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية أيضا.. ومحطتنا الآن مع قداسته في المجر إحدي دول القارة الأوربية وحلقة الوصل بين دول أوربا الغربية وشبه جزيرة البلقان وحوض البحر الأبيض المتوسط. ** زيارة قداسة البابا شنودة الثالث لبودابست عاصمة دولة المجر في الفترة 19 إلي 21 أغسطس جاءت تلبية لدعوة بال شميث رئيس الدولة لحضور الاحتفال بالعيد القوي للمجر الذي يقام في العشرين من أغسطس كل عام.. قضي قداسة البابا 45 ساعة حافلة بالأحداث المهمة, ففضلا عن حضور قداسته الاحتفال الرسمي بالعيد القومي, فقد استقبل قداسته استقبالا رسميا وشعبيا حافلا واهتمت به وسائل الإعلام المجرية والأوربية ووصفتها بالزيارة التاريخية.. فتسلم قداسته الدكتوراه الفخرية من جامعة بازمان بيتر والتي تعد من أقدم الجامعات الكاثوليكية في العالم, وقام بتدشين كنيسة العذراء والملاك ميخائيل أول كنيسة قبطية بالمجر. من المطار للجامعة ** بدأت الرحلة بوصول قداسة البابا إلي مطار بودابست يوم الجمعة 19 أغسطس في الثالثة ظهرا, وكان في استقبال قداسته وفد رسمي علي أعلي مستوي من رجال الدولة بالمجر يترأسهم لاصولك كوفير رئيس البرلمان المجري, ود. بانوش هوفاري وزير الدولة للشئون الخارجية - الذي رافق قداسته طوال فترة الرحلة - ود. بيتر كيفيك سفير دولة المجر بالقاهرة والسيد علي حسام الدين الحفني سفير جمهورية مصر العربية بالمجر, كما كان في استقبال قداسة البابا وفد من الآباء الأساقفة الأحبار والكهنة لكنائسنا القبطية بأوربا, وفي خارج المطار كان هناك المئات من الشعب القبطي من المجر والنمسا والدول الأوربية المجاورة يهتفون ويرنمون بكل الحب والفرح ينتظرون منذ الصباح الباكر لقاء أبيهم وراعيهم خليفة مارمرقس قداسة البابا, وبعد الاستقبال الرسمي والشعبي لقداسة البابا توجه والوفد المرافق له الأنبا يوأنس والأنبا إرميا والأنبا بطرس إلي جامعة باشمان بيتر الكاثوليكية بالعاصمة المجرية بودابست للاحتفال بتسلم قداسة البابا شهادة الدكتوراه الفخرية في الحقوق الكنسية, ولقد ألقي قداسته كلمة تحدث فيها عن مصر صاحبة أعرق حضارات العالم, وتحدث عن علاقة الكنيسة القبطية والكاثوليكية فقال إنها علاقة طيبة وتجمعنا محبة عميقة فكلنا نسعي إلي السلام في العالم وحقوق الإنسان, وأكد قداسة البابا في كلمته أن الحوار المسيحي بين الكنائس في تطور مستمر وكنيستنا بالمجر تأكد عمق محبة كنيستنا القبطية بالكنيسة الكاثوليكية. في شرفة البرلمان ** في صباح السبت 20 أغسطس - العيد القومي لدولة المجر - والذي يقام كل عام في نفس التاريخ في الساحة الكبري أمام مبني البرلمان المجري في وسط العاصمة بودابست, جلس قداسة البابا والوفد المرافق له في شرفة خاصة من مبني البرلمان ليشاهد مراسم الاحتفال التي بدأت بعرض الحرس الجمهوري وحرس الشرف وتفقد السيد رئيس الجمهورية حرس الشرف ورفع العلم المجري, ومن الجدير بالذكر أن العيد القومي للمجر هو تذكار اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بقداسة الملك اشتيفان الذي هو أول ملك لدولة المجر, وهو الذي قام بتوحيد القبائل السبعة للمجريين وعمل منهم دولة واحدة, ولقد كانت هذه القبائل واقعة تحت الحكم الروسي الشيوعي, ولكن الملك اشتيفان قد اعتنق المسيحية وتعمد سنة 1869 علي يد القديس إيدلبرت أسقف براج, ونشر المسيحية في المجر ولقد جعل الملك شتيفان الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للمجر, وفي نفس يوم 20 أغسطس تم كتابة أول دستور مدني للمجر. وبعد نهاية الاحتفال تقابل قداسة البابا مع السيد جولت شامين نائب رئيس الوزراء ثم السيد بال شميت رئيس الجمهورية الذي قام بتقليد قداسة البابا الوسام المجري الأرفع, بعد المقابلة تقابل قداسة البابا مع السيد فيكتور أوربان رئيس الوزراء الذي قطع إجازته خصيصا لمقابلة قداسة البابا. الصلاة في البازليك ** بعد هذه المقابلات عقد مؤتمر صحفي في البرلمان حضره كبار الإعلاميين من وسائل الإعلام المجرية.. وفي الخامسة ظهرا من نفس اليوم حضر وبارك قداسة البابا شنودة الثالث الصلاة في ساحة الكاتدرائية الكبري للكاثوليك اللاتين البازليك وكان في حضور القداس بال شميث رئيس الجمهورية ولفيف من كبار رجال الدولة ووفود ومندوبون من الملوك والرؤساء بأوربا, وبعد إنهاء القداس الذي حضره حوالي عشرة آلاف شخص في الساحة المقام عليها أمام البرلمان توجه قداسة البابا إلي السفارة المصرية ببودابست تلبية لدعوة السيد السفير علي حسام الدين الحفني سفير جمهورية مصر العربية بالمجر لحضور حفل إفطار رمضاني أقيم خصيصا علي شرف زيارة قداسة البابا, وبعد الإفطار كان هناك لقاء أبوي رائع مع قداسة البابا, حضره كل العاملين بالسلك الدبلوماسي, وأعداد كبيرة من الجالية المصرية بالمجر. تدشين.. وترقية ** وفي صباح يوم الأحد 20 أغسطس كانت لحظة تاريخية في تاريخ الكنيسة القبطية, عندما قام قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بتدشين كنيسة القديسة العذراء مريم ورئيس الملائك الجليل ميخائيل وهي أول كنيسة أرثوذكسية في المجر, وحضر صلاة التدشين المئات من الشعب القبطي, وأثناء الصلاة قام قداسة البابا بترقية القس يوسف خليل كاهن الكنيسة إلي رتبة القمصية, ولقد كان احتفال مهيب شارك الجميع بنوال البركة من قداسة البابا. وأثناء تدشين الكنيسة منح قداسة البابا القس يوسف خليل راعي الكنيسة رتبة القمصية لمجهوده مع جميل المغتربين منذ عام 2004, واحتفل شعب الكنيسة بهذه الرتبة الكهنوتية بفرحة لما للقمص يوسف من محبة أبوية لديهم. ** وتعد كنيسة المجر هي أول كنيسة في منطقة شرق أوربا, وأرض الكنيسة مساحتها 650 مترا مربعا, كما تملك الكنيسة بيت خلوة مساحته 450 مترا, وأرض سيقام عليها مركز قبطي مساحته 13000 متر وبهذا أصبحت المساحة التي تملكها الكنيسة هناك أكثر من أربعة عشر ألف متر مربع. الأقباط في المجر ** وللكنيسة القبطية في المجر قصة بدأت مع بداية هذا القرن, عندما تزايد عدد الأقباط المهاجرين هناك, وطالبوا قداسة البابا بأن تكون لهم كنيسة.. وبدأ قداسته منذ عام 2000 يوفد لهم كاهنا ثلاث مرات في العام للصلاة معهم في أعياد الميلاد, القيامة, وإصعاد السيدة العذراء مريم. ** وفي منتصف عام 2004 أوفد قداسة البابا شنودة لأقباط المجر كاهنا يرعاهم ويهتم بشئونهم وخدمتهم, وكان قد وقع الاختيار علي القس يوسف يوسف خليل ليخدم خدمة دائمة بالمجر.. وفي ذات الوقت وقفت الكنيسة الكاثوليكية بجوار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شقيقتها. وخصصت الكنيسة المجرية - الكاثوليكية - إحدي كنائس بودابست - عاصمة المجر - لإقامة الصلوات بحسب طقوس الكنيسة القبطية, وقد انضم لهذه الكنيسة العديد من العرب المسيحيين المهاجرين للمجر كاللبنانيين, السوريين, والعراقيين. ويذكر أن نيافة الكاردينال دشكاي لاسلو رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية المجرية أكثر من ساعد الكنيسة القبطية لانضمام الشعب وإقامة الصلوات بالقبطي ومن بعده نيافة الكاردينال أودوبيتر رئيس أساقفة المجر. ** في عام 2005 سجل التاريخ اعتراف دولة المجر بالكنيسة القبطية, ككنيسة تخدم المسيحيين الناطقين باللغة العربية بالدولة, وفي نفس العام أقامت الدولة معرضا للفن القبطي علي مدي شهرين اشترك فيه توروك لاسلو وتوت مارجيت التي عكفت لمدة خمسة عشر عاما تدرس الألحان القبطية وقد قامت بتدوين نوتة موسيقية لألحان القداس الباسيلي.
|