وفي تلك الايام سار حرب عظيم بين الروم والقسوس لاجل سفنوا قد خرجوا عليهم في البحر ونهبوهم.فلاجل ذلك حصل بينهم منازعة عظيمة وقتال حتي قتل منهم قوم كثيرفي الحرب وان ملك الروم الذي هو ابطلماؤس والد القديس ارسل كل جيوشه وابنه اقلوديوس معهم في الحرب وبعد ذلك لما وصلوا الي نحو طافوس البحر وقوي عليهم الحرب واحتبك القتال وان ملك الروم وعد جيوشه وعساكره قائلاً ان كل شيء تكسبوه من المال والغنايم فيكون لكم.وانتم المالكين عليهم وعلي جميعهم . وكذلك ملك الفرس اوعد عساكره هكذا ثم انهم انصدموا مع بعضهم بعضاً في موضع متسع جدا ومكثوا اربعين يوما مقابل بعضهم بعض ففي موضع علي بحر طافوس وهم يعلفوا دوابهم وكل منهم يهيء له حربه وما يحتاج اليه. وان الشيطان عدو الخير لما رأي انهم لم يقابلوا بعضهم بعضا فغار عليهم جدا ثم انه اتخذ رسول من عند الروم ومضي الي الفرس وجعل يشكوا ملك الروم لهم ويقول .مابالكم متكاسلين متغافلين عن قتال اعدائكم وماتعلمون ان الروم يستهزوا بكم وبعساكركم ويدعوكم الامة التي لاتعرف الله ويفتروا علي الهتكم الشمس والقمر والنار ويقولون ليس الهة وقد اتفقوا علي نهب اموالكم وبلادكم وكنوزكم كلها ويحرقوا ارضكم ويصيروها خراب ويهدموا اماكن مساجدكم ويقتلوا ملككم ويستعبدونكم وانا عرفتكم انهم اقواما لايعرفون الخير...السيرة ملك الموقع الرسمي لدير الامير تاوضروس المشرقي بغرب الاقصر.... هوذاالذي زعموا به يفعلوه بكم قد عرفتكم به وان كلما صيرتم عنه الان افعلوا به. وان فيهم اقواما انتشوا صبيان شجعان وان كبروا فهم يطهدونكم جدا وهم ابطال اقوياء مجاهدين بشجاعة عظيمة وانا اعرفكم باسمائهم الاول تاوضروس المشرقي الذي كلمته تخرج الاسد وسيفه كمثل النار الموقدة فأن هو كمل في السن يكفيكم وحده وهو يهزم عساكركم وحده واخر اسمه اقلوديوس هو الاخر شجيع جدا فهو يهزم عسكر وحده واخر اسمه يسطس واسطافينوس وديسقورس واخر ابيه من صعيد مصر اسمه تاوضروس عميد الجيوش وواحد اسمه ابادير شجاع جدا واخر اسمه لوجيوش وكثير نشؤا مالهم عدد ولم اعرفهم والان تقووا وكانوا ابطال اشداء فتحرزوا علي انفسكم فأن هؤلاء اشداء وهوذا قد نصحتكم فاستيقظوا لانفسكم ولما قال هذا لجماعة الفرس خفي عنهم ثم عبر ملك اخر واتي الي الروم شبه مخير وافسد قلب الاخرين قائلاً..هذا مايقولوه الفرس اننا نحن مانرجع عن الروم حتي ننهب بلادهم باسرها ونأخذ ملكهم ونمضي به الي بلادنا مربوطاً باغلال في عنقه شبه الكلب ونصير عظماء جيوشه لنا عبيدا يخدموننا كما فعل شعب البابليين وبختنصر الملك مع شعب اليهود في ذلك الزمان حتي سبوهم الي ارض بابل.ولما قال هذا القي الخصام والعداوة حتي نهضوا بعضهم بعض للقتال فأول صدمتهم قتلوا عشرة الاف نفس فانهزم جيش الفرس ثاني صدمة قتلوا عشرين الف انسان واخذوا ابن ملكهم وارادوا ان يعدوا النهر وان الفرس وثبوا علي الروم وقتلوا منهم خمسة الاف انسان واخذوا اقلوديوس ومضوا به للملك بدل ابن ملكهم الذي هو ابنه.هذا كله من فعل الذي مكنهم للشر ولاجل تمام فعله يخزيه الديان فلما ابصر ملك الفرس الي المغبوط اقلوديوس قال له انت ابن ملك الروم لان الملك كان قد تعجب منه ومن حسنه وبهاه وعقله وجمال شخصه ثم ان اقلوديوس اجابه قائلاً قبل اليوم كنت انا ابن ملك الروم واما اليوم فانا عبدا واقف بين يديك وان خدام الملك لما نظروا صورته قالوا للملك ان هذا الانسان يصلح ضحية للالهة لاجل انهم اقتلعوا وان الملكة تطلعت من مقصورتها فابصرت القديس اقلوديوس هو حسن في صورته يهياً في منظره فاحبته جدا وقالت للملك انا اسالك ياسيدي الملك لاتصنع شراً بهذا الصبي لانه حسنا في منظره حكيما في عقله.ماتعلم ايها الملك ان ام الصبي ملتهبة القلب عليه مثلي انا ايضا وحزينة القلب عليه وان انت فعلت هذا فحين يسمع والده فبقتل هو الاخر ابني الحبيب لاجله ونصير بغير ولد وانا مادعك تفعل شرا بهذا الصبي لاجل حسنه وعقله .
|