وصنعوا لهم ابائهم محفات وكراسي من ذهب وفضة وموائد وكاسات من غالي الاصناف ورصعوهم بالجواهر المختارة والياقوت ووضعوهم في البيعة برسم هؤلاء القديسين واسم كل واحد منهم مكتوب علي محفته ومائدته وكأسه وسريره وكانوا الاثنان متساويين في المجد والكرامة وانا الحقير تاوضروس كتبت هذا وكنت قسا في ذلك الزمان وكنت عند ابي البطريرك انبا اغابيوس نائبا له.واتفق لهؤلاء القديسين دفعه عند حضورهم الي البيعة ان ميخائيل رئيس الملائكة امسك بيد القديس تاوضروس واعطاه سيف وقاله له خذ ياتاوضروس وتقوي وتشجع واظفر واغلب به اعدائك واطردهم مثل اباتير وانانيال شجعان اسرائيل لانه مزمع ان يعلوا يدك ويثبت يمينك فتقوي انا هو ميخائيل رئيس الملائكة قد سبق سيدي له المجد واوهبك لي موهبتا في ملكوته الابدية وقوته تكون معك هذا ما اعطيت لانه قد تقدم وذكر اسمك في السموات قائلاً ياتاوضروس المشرقي الاسفهسلار الشجيع القوي وبعد ذلك تكلم جبرائيل الملاك مع القديس اقلوديوس وناوله سيف وقال له خذ هذا السيف النار واهلك به الفرس .السيرة ملك الموقع الرسمي لدير الامير تاوضروس المشرقي بغرب الاقصر..اقبل مني الان هذه الموهبة وهذه الكرامة التي تكون لك من جهتي لانهم بدعوا اسمي جبرائل الذي تفسيره المبشر وسوف يدعوك انت ايضا اسفهسلار وابن الملك.وايضا قال لهما كما انكما اصدقاء واخوتكم لاتعبر في العالم هكذا تكون انفسكم بعضها مع بعض في السماء . فلما ابصر الاب البطريرك هذه الرؤيا العجيبة فرح جدا وقام في ساعته وقال لهم يا اولادي الاحباء يكون هذا ظاهرا ومعروف ان مت او كنت اعيش اسم تاوضروس المشرقي واقلوديوس الفارسي سوف يشيع في العالم كله لاجل شجاعتهم وقوتهم مثل شجعان اسرائيل واسم هؤلاء يكون مثل اسماء ابائنا الرسل واسماؤهم وقوتهم تصل الي ملك الفرس واما انا تاوضروس ضربت مطاونة قدام ابي البطريرك وقلت له...يا ابي العلك ابصرت رؤيا من اجلهم ؟؟ اجابني نعم.فلما رايتهم وقد دفعوهم لرئيس الملائكة ميخائيل والملاك غبريال ليعطوهم الثبات في الارض في ساير الحروب بالشجاعة العظيمة وسلموا تاوضروس لميخائيل واقلوديوس لغبريال واني رايتهم ياابي ومديحهم يكون في فم كل واحد في حياتهم وبعد مماتهم يزدادوا كرامة عظيمة ثم ان ابهات هؤلاء القديسين ارادوا يقرنوهم بالزواج الطاهر فاحبوا ان يعطوا اخت تاوضروس المشرقي لاقلوديوس واخت اقلوديوس لتاوضروس لكن من حين لمسهم الملاك نزع منهم الشهوة الغانية وجميع الادناس ورفضوا لذة الزواج واستهانوا باتخاذ النسوان وابغضوا ملاذذ هذا العالم الفاني ونعيمه الزائل وصاروا اخلا للملائكة وتشبهوا بالقديسين الابرار ومن بعد ذلك اليوم لم يعودوا هؤلاء القديسين الابرار يدخلوا حمام ولايستحموا فيه ولم يرجعوا يقلعوا اثوابهم قدام احد بل احبوا الطهارة والعفة والتواضع والرحمة للمساكين وكان كل مساكين المدينة والارامل والايتام يتوقعون عبورهم عليهم ويجلسون علي الطريق التي يجوزوا فيها هؤلاء القديسين وكان يعطوا غلمانهم يعطوا المساكين والمحتاجين ويعطوا الجياع والعراه وايواء الغرباء في منازلهم ويفتقدوا المرضي ويمضوا هؤلاء القديسين الي السجون ويزوروهم وعلي الجملة قد اكملوا كل الفضائل والسيرة والعفة.ولم يكونوا يحبون شيء من فخر العالم ولم يرغبوا في مواضع الولائم والاماكن والشراب والمسكر ولا مجالس الرقص ولا الملاعب ولاشيء من لهو هذا العالم الزائل ولا اليرة العالمية الدنيانية التي عن قليل تضمحل وتزول بل اختاروا لهم الوحدة والعفة والصوم والصلاة وقراءة المزامير والكتب المقدسة واذا اشتهوا امرا من امور الحرب فيأخذوا كتاب الملك اسكندر ويطالعوه ويقروا فيه واقاموا هؤلاء القديسين عشرة سنين في فرح المملكة وكانت ساير الجيوش نحوهم مثل ملائكة الله لهم لاجل حسن تصرفهم الحسن الصالح وسيرتهم الطاهرة حتي ملوك الفرس اذ سمعوا عن شجاعتهم واسمائهم يخافوا ويرعبوا ويقلقون جداً.