واتفق بامر الله وانعامه السمائية انهم رزقوا هؤلاء المصباحين النيرين في مدينة انطاكية سداريخوس ولد له ولدا واسماه تاوضروس ثم بعد ذلك رزق ابطلماؤس ولدا واسماه اقلوديوس الذين هم هؤلاء الشجعان المكرمين الذين نحن نعيد لهم اليوم وارسلوا ابائهم خلف رئيس الاساقفة يوم ميلادهم هؤلاء وصنعوا وليمة عظيمة للبطريرك ولعظماء مدينة انطاكية ففي يوم ميلاد هؤلاء القديسين ولم يرضوا ابائهم ان يسموا اولادهم الا بمشورة الاب البطريرك وهو الذي دعاهم بهذه الاسماء كما الهمه الروح القدس ولما كملت ايام تطهيرهم فانطلقوا بهم الي الكنيسة واخذهم الاب البطريرك وجعلهم قدام المذبح وصلي عليهما وباركهما ولما كشف وجوههم وجد اسم كل واحد مكتوب علي جبهته فوجد حرف التيضا(ثيتا) مكتوب علي وجه تاوضروس وا يضا حرف الكبا مكتوبا علي وجه اقلوديوس ابن الملك ابطلماؤس.وظهرت هذين الحرفين المكتوبين علي وجوههم لسائر الناس وتعجبوا لما ابصروا من امر الاطفال وتعجب الاب البطريرك الانبا اغابيوس ايضا لاجل ماكان من امر القديسين واظهر الله اية في ذلك اليوم علي الطفلين ان صوتا من السماء ناداهم من العلا قائلاً...تاوضروس المشرقي واقلوديوس الفارسي....السيرة ملك الموقع الرسمي لدير الامير تاوضروس المشرقي بغرب الاقصر وقدم عنهما الاب البطريرك في ذلك اليوم قرباناً لله وصنعوا وليمة عظيمة للمساكين بمدينة انطاكية كلها .وكان اهل انطاكية كلهم يحبون المغبوط اقلوديوس لحسن شبابه وذلك قبل ان يصيروا المُلك لوالده ابطلماؤس وكان شخصه يظهر لكل احد انه ابن الملك وان والدهما هما الاثنان اخذوا لهم دايات يرضعاهما وبعد ماعمدهم الاب البطريرك واسم كل واحد منهم اعلمه له الله .وان والدة القديس تاوضروس اسمته المشرقي علي اسم مدينتها المشرق.واسموا السيد اقلوديوس الفارسي ايضا علي جنس والدته.وبعد ذلك لما صار لهؤلاء القديسين من العمر خمسة سنين توفي الملك اوهيوس واخذ الملك من بعده ابطلماؤس والد القديس اقلوديوس واقام اخيه سداريخوس له وزيراً ثانيا ومدبرا لامور المملكة كلها وكان بمدينة انطاكية تاجرا ذو اموال اسمه رومانيوس فانه اعطي مالا كثيرا لسداريخوس حتي جعله من مقدمي العسكر وعميد الجيش ورفع منزلته لانه كان متزوج بمرتا اختهم ولما اعطاهم الله هكذا الفرح العظيم والاولاد الحسان فقدموا لله القرابين ومكثوا سبعة وعشرين يوماً يعيدوا ويعملوا ولائم لاهل المدينة من العظماء والاكابر والارامل والايتام وكل الضعفاء والمساكين الذين في مدينتهم .وكتبوا اسماء هؤلاء القديسين فوق ابواب المدينة هكذا ..تاوضروس واقلوديوس اولاد الملوك وايضا متب واحد للاثنين كانوا يروحوا فيه واطواق ذهب في عنق كل واحد منهم وكانوا اهل مدينة انطاكية يشتهون ان يبصروا حسنهم وبهاء اشكالهم ونعمة الله الحالة في وجوههم وحسن اثوابهم وكثرة الخدام والمماليك الذين معهم وكان اذا اتفق لهما المضي الي البيعة وقت رفع القرابين فيجتمعوا اهل المدينة والاماكن الشاهقة وشوارع المدينة حتي ينظروا هؤلاء القديسين علي محافلهم جلوسا وهم عابرين عليهم وكانوا يزينوا لهم الطريق الذي يعبروها بالبساطات الحسنة والتحف الملوكية وييطيبوها بالاطياب الحسنة واذا وصلا البيعة يجلسوا بجانب بعضهم بكرامات عظيمة وادب وسكوت وصمت وخضوع وكل الشعب قياما امامهم وحولهم متعجبين من عظم كرامتهم .