ديرالمحارب-غربالاقصر | التاريخ: الأربعاء, 2011-07-20, 2:55 PM | رسالة # 1 |
عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 85
| يستعمل مصطلحا قصيدة النثر او القصيدة المنثورة والشعر الحر، لتعيين شكلين فنيين مختلفين، وقد ظهرت قصيدة النثر التي عرفناها مؤخراً من ظهور الشعر فالقصيدة النثرية إن صح التعبير تتصف بنوع من الخيال والعاطفة الشعرية لكن لا تصل الى درجة التوتر العاطفي (الانموذجي) في الشعر، ومن الممكن ان يسود هذا الأسلوب في الرواية والقصة القصيرة والمقالة، وبالتالي نجد هذا النوع من الابداع غير محدود في نمط معين. ويعد نتاج (جبران خليل جبران) مثالاً جيداً لما ذكرناه. ويستعمل مصطلح (الشعر الحر) بوصفه مقابلاً للشعر الحر (الموزون) ، فمنذ ان بدأ - أبو شادي- تجربة كتابة القصيدة المتعددة الأوزان.. صار مصطلح الشعر الحر يستعمل في الكتابات العربية الحديثة في الشعر، وبالتالي لم تكن نازك الملائكة الا مجددة في هذا النمط الشعري، وإن أختلف معها بعض النقاد في تسمية هذا الابداع شعر حر على اساس أن هذا يعد ترجمة حرفية عن الانجليزية كما أن مصطلح الشعر الحر يستعمل في الغرب للدلالة علي الشعر الخالي من الوزن، وهو ما لا يستقيم مع الشعر الحر في نسخته العربية اذ يستلزم وزنا او عدة أوزان كما سنرى. وهنا مربط الفرس أخي خالد المصري عندما قلت لك ان بدايات الشعر الحر او الشعر المنثور عند العرب كان في بدايات القرن العشرين المسيحي إذ كان (جرجي زيدان) اول من استعمله في عام (1905) تقريباً (وهذا ما وجدته في بحث سأبعث لك رابطه اخي الفاضل)، في وصفه لتجربة (امين الريحاني).. وهنا يبدو لنا جليا وخاصة عند قراءة الشعر المنثور كأننا امام قصائد قصير الأبيات نتوقف عندها.. اما مصطلح قصيدة النثر فقد استعمل للمرة الاولي عام (1960) علي الرغم من انها ليست جديدة علي العربية، الا انها جنس مختلف عن الشعر المنثور، فقد بدأت الكتابة فيها اوائل الخمسينات من القرن الماضي فقط، وتعرفها موسوعة (الشعر والشعرية) علي النحو الاتي: - هي انشاء له القدرة علي التحلي ببعض او جميع سمات الشعر الغنائي، باستثناء كونها ذات وزن اوضح، وخيال وكثافة في التعبير، وربما تحوي قافية باطنية وايقاعات عروضية، يتراوح طولها- عموماً- من نصف صفحة (مقطع او مقطعين) الي ثلاث او اربع صفحات بمعني ان طولها بقدر طول القصيدة الغنائية المعتدلة. الشاعر (ادونيس) يؤكد علي قصيدة النثر: ان تتجنب الاستطرادات والايضاح والشرح وكل ما يقودها الي الانواع النثرية الاخري، اذ ان وزن القصيدة المنثورة يكون متبايناً وجديداً يعتمد التوازيات والتكرارات والنمط الصوتي والسجع والتجانس الاستهلالي، وان أولي شروطها البنيوية هي: ان تنساب من دون اية نهايات محددة في كل بيت (علي عكس الشعر المنثور)، بل تكتب علي الصفحة مثل النثر.. وثمة اختلاف واضح في الوزن بين الشعر المنثور وقصيدة النثر، لاسيما حينما يقرأ الاثنان بصوت مرتفع، ولابد للجملة في قصيدة النثر من التنوع حسب التجربة، للصدمة.. للجملة النافرة المتضادة.. للمفاجأة.. للجملة الغنائية..) وهكذا....(1)
وللمزيد من التبيان حول قواعد الشعر الحر وانواعه إليكم هذا الموضوع المنقول ايضا: مفهوم الشعر الحر : تقول نازك الملائكة حول تعريف الشعر الحر ( هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه ) . ثم تتابع نازك قائلة " فأساس الوزن في الشعر الحر أنه يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم أن الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءا أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه ، فينظم الشاعر من البحر ذي التفعيلة الواحدة المكررة أشطراً تجري على هذا النسق : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ويمضي على هذا النسق حرا في اختيار عدد التفعيلات في الشطر الواحد غير خارج على القانون العروضي لبحر الرمل جاريا على السنن الشعرية التي أطاعها الشاعر العربي منذ الجاهلية حتى يومنا هذا .
ابن المشرقي
|
|
| |